تباينت مواقف القوى الثورية، إزاء كيفية إحياء ذكرى "جمعة الغضب الأولى" فهناك قوى دعت للنزول اليوم وحددت أماكن التظاهر ودعت مؤيديها للنزول، في المقابل رفضت قوى أخرى ذلك حقنا لدماء المصرييين، تحديدًا بعد مشاهد العنف التي وقعت في قبل ثلاثة أيام خلال الاحتفال بذكرة ثورة 25 يناير. ويحتفل المصريون اليوم الثلاثاء، بالذكرى الثالثة لجمعة الغضب الأولى، التي كانت أول مليونية شعبية في مسار سياسي احتجاجي انتهي بسقوط مبارك في 11 فبراير. إلا أن تلك الذكرى الثالثة أتت في توقيت حساس بسبب كم الضحايا الذين سقطوا في الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، ونزول مؤيدي الإخوان الشارع صباح اليوم للاحتفال بتلك الذكرى، ما دعا عدد من الحركات الثورية والشبابية للمطالبة بعدم النزول اليوم للاحتفال بتلك الذكرى، حقنا للدماء، مؤكدين أنه يجب التوقف عن التظاهر في الشارع وأخذ هدنة سياسية لحساب وتقييم الخطوات القادمة. في المقابل دعت حركات أخرى المصريين لمشاركتها في الاحتفال بتلك الذكرى، أعلنت جبهة طريق الثورة - ثوار- التي تعارض المسار السياسي الراهن عمليات الحشد لمسيرة كبرى بالقاهرة عصر اليوم بتلك الذكرى، مؤكدين أن يكون التجمع سوف يكون أمام دار الأوبرا بمنطقة العتبة، تحت شعار "18 يوم ثورة" في إطار فعاليات الجبهة لإحياء ذكرى ثورة يناير. كما حددت "حركة أحرار" المؤيدة للرئيس المعزول، الساعة الرابعة من عصر اليوم من ميدان الدقي بالحيزة لانطلاق التظاهرات الجماهيرية لإحياء ذكرى "جمعة الغضب" التي أشعلت الثورة المصرية في نفس تاريخ اليوم، وبدأ بعدها انهيار نظام مبارك بعد عملية مدبرة لاقتحام السجون وأقسام الشرطة، ما أدى إلى سقوط المنظومة الأمنية الشرطية التي أسسها مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي. وكانت الجبهة قد نظمت مسيرتين السبت الماضي، من ميدان مصطفى محمود، وأمام نقابة الصحفيين، وحدثت اشتباكات مع قوات الأمن، وانسحب دعاة التظاهر بدعوى اختراق الإخوان للمسيرتين. وكان التحالف المدعم لجماعة الإخوان المسلمين، قد دعا أنصاره إلى الاحتشاد في الميادين والاستمرار في التظاهر، لرفض محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي متوعدًا بأن القصاص قادم، وذلك بالتزامن مع ذكرى جمعة الغضب ومحاكمة مرسي. وهي المظاهرات التي بدأت ظهر اليوم. وعبر التحالف، في بيانه أمس الذي حمل رقم 174، عن أن خارطة الطريق لن تكتمل ولو عدلت ألف مرة، داعية للتظاهر يوم اليوم في ذكرى جمعة الغضب، قائلاً: إن القرار الميداني لكم، بما يحفظكم لمصر، ويغير التكتيكات المعتادة، وبما يجعله يوم غضب مهيب. وحرض البيان مؤيديه بقوله: "إن الطريق مخضب بالدماء، والتضحيات، والوقت في صالحكم"، مؤكدًا أن خارطة الطريق، لن تتحقق ولو عدّلت آلاف المرات ولن تكتمل، والمجال أمامكم مفتوح للإبداع وتصعيد غضبتكم، زاعمًا أنها بكل السبل السلمية الممكنة، على حسب قوله. كما أعلن خالد المصري منسق حركه شباب 6 أبريل، عن مشاركة الحركة في إحياء ذكرى "جمعة الغضب" رافضاً الكشف عن طبيعة تلك المشاركة، وأنه "سننظم فعالية مفاجئة ستكون وقفة أو مسيرة ولن نعلن عن مكانها وتوقيتها إلا قبلها بوقت قصير بسبب ترصد الأمن في ذكرى الثورة، وقد تكون هناك فعالية أخرى في ذكرى خلع مبارك". وفى المقابل، ذكر محمد عطية، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أن التكتل قرر عدم المشاركة بإحياء الذكرى الثالثة لجمعة الغضب، والتي دعت إليها قوى ثورية ومناصرون لجماعة الإخوان المسلمين. وطالب الأجهزة الأمنية تكثيف وجودها بجميع الميادين والمحاور الرئيسة، وفي محيط المنشآت الهامة والحيوية لمواجهة تظاهرات الإخوان وأنصار المعزول في ذكرى جمعة الغضب، كما طالب باتخاذ الاحتياطات الأمنية ضد من يسعي لتنفيذ أعمال شغب وعنف واعتداء على قوات الشرطة. كما أكد المكتب التنفيذي لتمرد دعاء خليفة أنه اتخذ قرارًا بإجماع الآراء بعدم المشاركة في إحياء ذكرى جمعة الغضب احترامًا من الحملة لدماء الشهداء حتى لا يتاجر المتاجرون بتلك الدماء الغالية على المصريين. وأضافت أن الجماعة الإرهابية وبعض القوى المحسوبة على الثورة يخططون لإثارة الفوضى في ذلك اليوم، كما قال للبوابة: نناشد الجميع وخاصة القوى المحسوبة على الثور ألا تنزلق إلى ذلك المستنقع وان يتكاتف الجميع لبناء الدولة والمضي في خارطة المستقبل. ومن جانبه قال أحمد السكري، عضو المكتب التنفيذي لتيار المستقبل، إن التيار ومؤيديه، لن يشاركوا في جمعه الغضب تجنبًا لإثارة الفوضى وإراقة دماء المصريين وأن الحركات الشبابية تسعى اليوم إلى استكمال خارطة الطريق والانتخابات الرئاسية والمشاركة في العمل الوطني من أجل النهوض بالدولة المصرية وعوده الاستقرار للوطن، وأن دعوات الحركات، لإحياء ذكرى جمعة الغضب الهدف منها الفوضى، خاصة أنها تتزامن مع محاكمه المخلوع ولابد لجهات الأمنية أن تضرب بيد من حديد لكل من يحاول عرقله سير العملية الديمقراطية.