تسود حالة عامة من الارتباك السياسي بين صفوف الكثير من الحركات الشبابية حول الطريقة التي يجب بها إحياء ذكرى ثوره 25 يناير، فمن جانب أكد عدد من القوى الشبابية أنه بعد النجاح الساحق لإقبال الشعب المصري على الاستفتاء على الدستور، فنحن مطالبون باستكمال خارطة الطريق، والاتفاق السياسي حول الانتخابات الرئاسية أولاً أو البرلمانية، وأكدوا استعدادهم الاحتفال بدستور مصر، والتنسيق في ما بينهم للاحتفال بيوم 25 يناير- الذي سيحل خلال أيام- بوصفه يوم نجاح الدستور. إن الذكري الثالثة ستحول 25 يناير إلى احتفالية كبرى لوجود دستور يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة وسيكتب في التاريخ النجاح الساحق للاستفتاء، الذي سيؤكد للعالم أن ما حدث في 30 يونيو "ثورة حقيقية"، ورد قوى لكل المشككين فيها. وأكدت الحركات الشبابية أيضًا ضرورة التصدي لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي الذي يهدد ببدء حرب أهلية بعد هزيمته في معركة الاستفتاء، وفشل دعوته للناخبين لمقاطعته، ودعا تنظيم الإخوان إلى بدء أسبوع ما سماه "التصعيد الثوري"، ورفضت الحركات الشبابية أن ينزل أي من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للتحرير. في حين أكد البعض الآخر أنه مازال يدرس فكرة النزول من عدمه لإحياء الذكرى تجنبًا لإراقة دماء المصريين، مطالبًا بضرورة وضع إستراتيجية متكاملة مع الجهات الأمنية تجنبًا لاشتباك محتمل مع الجماعات الإرهابية. وأياً كان الجدل بينهم، فهناك عدة مطالب لإحياء الذكرى 25 يناير تمثل إجماعًا بينهم: إقالة حكومة الببلاوي التي ينتمي البعض منها للإخوان المسلمين؛ ومطالبة القوات المسلحة بتأمين التظاهرات لتحقيق بقية مطالب الثورة، المطالبة بحقوق شهداء تلك الثورة، تنفيذ الوعود السياسية التي أعلنها كل من الدكتور مصطفي حجازي، والدكتور زياد بهاء الدين بتمكين الشباب، ولم ينفذا أيًا من وعودهما حتى الآن، مؤكدين أن هذا اليوم سيكون بداية لفتح التاريخ من جديد بعد الاستفتاء، وأن هناك مساعيًا للتنسيق مع بقية أعضاء الحركات الشبابية بكافة المحافظات للاحتشاد بالميادين والخروج بمسيرات إلى التحرير والاتحادية في آن واحد. وعلى الجانب الآخر دعا عدد من القوى الإسلامية المصريين للنزول في ذكرى ثورة 25 يناير لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، للترشح للرئاسة. من هؤلاء الجبهة الوسطية وأمين عام التحالف الإسلامي، التي أكد منسقها العام صبرة القاسمي لبوابة الأهرام: "إن التيار الجهادي سيحشد جميع المصريين لتأييد الفريق السيسي في الانتخابات المقبلة بل ومبايعته". فيما قالت إيمان المهدي عضو المكتب السياسي لحركة تمرد لبوابة الأهرام: إن يوم 25 يناير ليس يومًا عاديًا لكون الهدف منه ليس إحياء ذكرى ثورة 25 يناير فحسب، وإنما تفويض الفريق السيسى لترشح للرئاسة بالإضافة للاحتفال بدستور مصر الجديد. وأكدت أنه سيتم التنسيق بين أعضاء الحركة وعرض رؤيتنا لهذا اليوم على الجهات الأمنية لوضع إستراتيجية مشتركة قبل النزول تجنبًا لأي مشاكل مع الفصائل الإرهابية على حد وصفها. ومن جانبه قال رامز المصري عضو المكتب السياسي للجبهة الحرة للتغيير السلمي للبوابة: إن أعضاء الجبهة ينسقون الآن بكافة المحافظات وتحديدًا بالقاهرة والإسكندرية والصعيد للتوافق على الشكل الذي سوف يكون عليه إحياء تلك الذكرى، باعتبارها الثورة الأولى التي حقق من خلالها المصريين. ومن جانبه قال هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية للبوابة: إن أعضاء التحالف مازالوا مختلفين حول النزول من عدمه يوم 25 يناير بسبب الاستقطاب الحاد بين صفوف التحالف ما بين مؤيد المشاركة بقوة في تلك الذكرى دفاعًا عن أول مطلب تحقق من مطالب الثورة وهو الدستور، في المقابل مجموعات أخرى داخل المحافظات مُصرة على رفض النزول حفاظًا على الدم الذي من الممكن أن يراق بالشوارع، ومن المتوقع أن يكون الرأي الثاني الأرجح لأنه منعًا لإسالة دماء جديدة للمصريين. فيما قال محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى السياسية للبوابة: إن النجاح الساحق لاستفتاء الدستور، قطع الشك باليقين حول كون 30 يونيو ثورة حقيقة وأكد للعالم كله أنها كانت استكمالاً لثورة 25 يناير. موضحًا أن الدستور الجديد سيكون أول عوامل إنهاء الانقسام حول ثورتي 30 يونيو و25 يناير وسيسعى التحالف مع كافة القوي السياسية لإنهاء هذا الانقسام القائم بينها التأكيد على أن 30 يونيو مكملة ل 25 يناير، وأن ذلك سيتم خلال الاحتفالات القادمة بذكري الثورة يوم 25 يناير، مؤكدًا أن الدستور بداية لعصر جديد كتبت فيه شهادة وفاة لجماعة الإخوان المسلمين بلا رجعة، وعلينا الآن الالتفات لمصلحة الدولة وبنائها، خاصة في ظل دعوات الإخوان الذي تحمل شعار "ثورة 25 يناير عادت تضرب من جديد 2014". ومن جانبه قال أحمد السكري عضو المكتب التنفيذي لتيار المستقبل للبوابة: إن الحركات الشبابية تعقد عددًا من الاجتماعات للاتفاق على استكمال خارطة الطريق والتنسيق حول أماكن الاحتفال بيوم 25 يناير في التحرير والاتحادية، موضحًا أن المصريين أرسلوا عدة رسائل بخروجهم للاستفتاء أهمها الإصرار على استكمال خارطة الطريق والثورة وتحقيق أهدافها: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وتوجيه رسالة للرئيس الأمريكي أوباما ودول العالم في الخارج وإخوان الأمريكان في الداخل من أنصار الجماعة الإرهابية مفادها أننا نصر على بناء مصر الجديدة دون فساد أو استبداد ولفظ الجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى أن الحركات الشبابية سوف تشارك في كافة الاستحقاقات الانتخابية القادمة لاستكمال خارطة الطريق. وقال محمد جمال النفراوى عضو المكتب السياسي لجبهة 30 يونيو إن شباب الثورة وافقوا على الدستور وخارطة الطريق، وهم أحرص على استكمالها، وإحياء ذكرى ثورة 25 يناير، ستكون بأعظم دستور لدولة مدنية حديثة، خاصة بعدما طالت الفترة الانتقالية. وأضاف أنه تم التنسيق مع عدد كبير من شباب القوى الثورية للنزول في 25 يناير لاحتفال بالذكرى والدستور، مشيرًا إلى أن النزول سيكون في الشوارع والميادين بدون رفع أي شعارات حزبية أو سياسية، مؤكدًا أنه تنسيق سيلتزم به الجميع، وأن الجميع سيرفعون علم مصر فقط. وأنهم وجهوا دعوة إلى شباب القوى الثورية والشبابية للاجتماع يوم 20 يناير للإعلان عن تفاصيل التحرك إلى الميادين لإحياء ذكرى ثورة 25 يناير، مضيفًا أنه فى هذا الاجتماع سيتم الاتفاق مع القوى الثورية على آخر تفاصيل 25 يناير.