أجمع سياح أجانب فى مدينة الأقصر أن الأحداث الجارية فى مصر لا تقلقهم، مؤكدين شعورهم بالأمن والأمان فى عيون الناس من حولهم. وقال الألماني هارد موت لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) :" لا أجد سببا للخوف آو القلق لأننا نشعر في الأقصر بأمان قد لا نجده في بلادنا، لماذا أخاف ولماذا لا أبقى في مصر". وأضاف أن تلك الأحداث يمكن أن تحدث في أي مكان بالعالم والمصريين يتمتعون بكرم وشهامة وهم يحرصون على حماية ضيوفهم، مشيرا إلى أنه يقيم بشكل شبه دائم في الأقصر منذ سنوات تمتع خلالها براحة و أمن وأمان غير مسبوق. وقالت انجر يد فرانسيسكاويكر مدير مؤسسة الهرم الصغير الألمانية لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة إن الأمن والأمان الذي يتمتع به زوار مصر والاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد، وقبل كل شيء سحر آثار الفراعنة، هو ما جذبها لزيارة مصر التي ستبقى فيها قدر ما تستطيع. وأكدت أن الأحداث الجارية لم تخفها ولن تقف عائقا أمام إقامتها في مصر خاصة أنها في بلد الأمن والأمان والشعب المحب للسلام عبر التاريخ. " لن أبرحها مهما حدث " بهذه الكلمات البسيطة أجاب تونى دان /73 عاما/ بريطاني الجنسية عن عدم مغادرته لمدينة الأقصر التاريخية برغم الأحداث الجارية. وكان تونى ، الذي يقيم في الأقصر إقامة دائمة منذ سبع أعوام، يعانى من بضعة أمراض في قدميه أرجعها البعض إلى تقلبات الطقس في انجلترا، هذه الأمراض أقعدته طريح الفراش وجعلته أسيرا لأحد الكراسي المتحركة حتى نصحه أحد الأطباء بالذهاب إلى الأقصر كان ذلك في شتاء 2004 لقضاء عدة أسابيع هناك وفى هذه الفترة تحسنت الحالة الصحية لتونى وأصبح قادرا على السير دون الكرسي المتحرك بل أصبح الآن يقطع بضعة كيلو مترات يوميا في المدينة التاريخية سيرا على الأقدام ليقضى احتياجاته اليومية. رفض تونى كل دعوات أسرته للعودة إلى البلاد بعد أحداث الثورة الشعبية الأخيرة التي شهدتها مصر ، مؤكدا أنه غير قلق مما يحدث لأنه أصبح يعرف عادات وتقاليد المصريين ويفهمهم جيدا وهم يتعاملون معه باحترام شديد، مؤكدا أنه لا خوف هنا ولاشعور بالقلق فالكل يعيش بأمان ويتحرك بحرية كاملة أجانب ومصريين. وشن تونى هجوما على الموقف الأمريكي من الأحداث الجارية بمصر، واصفا تلك السياسة بالسيئة وقال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستغل الأحداث لصالحها. اما بينلوبى باريس فهي فنانة تشكيلية ذات مواهب متعددة ولها تجارب في النحت وتشكيل الأحجار ولها متجر لبيع هذه المنتجات على بعد خطوات من معبد الكرنك هذا المتجر يرتاده عشرات السائحين من جميع أنحاء العالم . وتقول باريس عن إقامتها بالأقصر إنها تعيش في المدينة وبالتحديد في مسكنها الذي قامت بإنشائه بجوار معبد الكرنك منذ خمسة أعوام وأنها تركت زوجها ووالدتها في نيويورك وهم يأتون لزيارتها كل حين وأخر وأنها غير مستعدة لترك الأقصر برغم الانتكاسة السياحية التي تمر بها الآن بعد الأحداث الأخيرة وهروب السائحين. وتود باريس الإقامة في الأقصر مدى الحياة فهي ترتبط بعلاقات طيبة مع الأهالي بالأقصر هذه المدينة الأسطورية على حد وصفها والتي لا تقارن بأي مدينة أخرى في العالم . ورفض إبراهيم كوفي /22 عاما/ الإيفواري الجنسية ولاعب نادي المدينةالمنورة الذي ينافس في الدرجة الثالثة ويقيم بالأقصر منذ عامين تقريبا، مغادرة الأقصر والعودة إلى بلاده أو استكمال رحلة احترافه في دول أخرى مفضلا البقاء في المدينة التاريخية التي يشعر فيها بالأمن وبالاستقرار . ويعتبر كوفي نفسه جزءا من هذه المدينة وانه لا يتخيل اليوم الذي سيرحل فيها من الأقصر عائدا إلى بلاده ، مؤكدا أن الأمر سيكون حتما قاسيا عليه . من جانبه رفض عالم الآثار الأسباني خوسيه مانويل جالان النداءات بالعودة إلى موطنة مفضلا حماية المقابر الأثرية وتنظيف اثار الفوضى، وفضل استخدام سيخ حديدي وعصى غليظة لحماية مقبرة أمنتحتب وحتشبسوت أثناء عمليات السرقة والنهب التي شهدتها أرجاء مصر في الأيام الماضية. وتعرض جالان لهجوم مجموعة من البلطجية في أثناء حراسته المقبرة مما جعله يستنجد بفريق عمله الذى يحرس أماكن مجاوره لمقبرة أمنتحتب وبأهالي المنطقة الذين أتوا على الفور مما جعل هؤلاء البلطجية يهربون سريعا من هذا المكان . وقرر جالان أن يستأنف العمل في التنقيب على الآثار هذا الأسبوع ، موضحا انه لن يتخلى عن هذه الكنوز التاريخية ولن يترك عمله في هذا المكان المحبب إلى قلبه.