وجهت دمشق انتقادات لاذعة إلى وفد المعارضة الذي شارك في الجولة الأولى من مفاوضات جنيف-2 التي اختتمت الجمعة، بحسب تصريحات لأعضاء في الوفد الرسمي نقلتها الأحد وكالة الأنباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد قوله إن وفد المعارضة "لم يكن لديه أي حس وطني، بل كان عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد". وأضاف أن الوفد الرسمي "لم يفاجأ بهذا المستوى المنحط، كان الوفد الآخر على قدر كبير من الانحطاط ومارس الكذب والدجل على الشعب السوري وعلى العالم كعادته التي يقوم بها منذ ثلاث سنوات". وقال كبير المفاوضين في الوفد، مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، إن وفد المعارضة "جاء إلى جنيف بأفكار مسبقة مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة". وأشار إلى أن الوفد الحكومي كان "أمام معارضة فجور سياسي كما هو مطلوب منها وليس أمام معارضة وطنية لها برنامج سياسي يخدم الشعب السوري"، معتبرًا أن أعضاء الوفد المعارض "يعانون من فقر فكري مدقع". وأشار إلى أن وفد المعارضة "كانت لديه الرغبة بنسف المحادثات ومحاولة إحراج الوفد السوري بمرحلة من المراحل من خلال الاستفزاز الرخيص أو قلة الأدب أو طرح طروحات خيالية". ورأت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطات في عددها اليوم "إن الحرب الآن لم تعد تنحصر في شقها العسكري، بل انتقلت إلى الميدان السياسي والدبلوماسي"، مشيرة إلى أن السوريين يعرفون "انهم يملكون فيه جيشًا قويًا من السياسيين والدبلوماسيين قادرًا على إلحاق الهزيمة تلو الأخرى لكل من يجرؤ على مواجهته". واعتبرت أن "ما حصل في جنيف-2 لم يكن إلا بداية لسلسلة من الانتصارات ستتوالى ما دامت المواجهة مستمرة". وانتهت الجمعة مفاوضات جنيف-2 التي جمعت ممثلين عن النظام والمعارضة للمرة الأولى منذ بدء النزاع منتصف مارس 2011. ولم تؤد المفاوضات التي أشرف عليها الموفد الدولي الأخضر الابراهيمي، الى اي نتيجة تذكر، وسط خلافات حول ترتيب الاولويات، اذ شدد الوفد الرسمي على "مكافحة الإرهاب"، بينما طلب الوفد المعارض البحث في هيئة الحكم الانتقالي. وعقد الطرفان سلسلة من الجلسات المشتركة، إلا أنهما لم يتبادلا الحديث مباشرة، بل من خلال الإبراهيمي. وأعلن الموفد الدولي تحديد موعد مبدئي لجولة مقبلة من التفاوض في العاشر من فبراير. وأعلنت المعارضة مشاركتها في الجولة المقبلة، في حين تريث الوفد الرسمي في إعطاء موقف نهائي في انتظار تشاور إضافي مع الرئيس بشار الأسد.