قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه، إنه لا توجد مفاوضات جدية مع الجانب الإسرائيلي، متهمًا الحكومة الإسرائيلية بتدمير أي فرصة ممكنة لقيام الدولة الفلسطينية ومن ثم فإن المفاوضات معها "غير مجدية". وأضاف اشتيه في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية الصادرة اليوم السبت "مواقف إسرائيل واضحة وهي استمرار الاحتلال، لا توجد نيات إسرائيلية حقيقية لإنهاء الاحتلال". ووصف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بأنه "ائتلاف استيطاني"، لافتًا إلى أن هذا الائتلاف "يتبنى المشاريع الاستيطانية ويشرف عليها بل ويتابعها أيضًا فكيف يمكن لنا أن نتفاوض مع مثل هذه الحكومة؟.. ولذلك أنا لا أعتبر بأن هناك شريكًا من الأساس في عملية صنع السلام". وعن جدوى الإستمرار في المفاوضات طالما لا يوجد شريك من الجانب الإسرائيلي، قال "سنستمر في المفاوضات لئلا نُلام، لأنه إذا وقع اللوم على الطرف الفلسطيني سيترتب عليه إجراءات عقابية"، مشيرًا إلى إمكان حجب أموال المانحين ومنع الدعم المالي للسلطة وكذلك التعرض للحصار. وقال: "نحن لا نقايض المال بمواقف سياسية"، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي "لا يستخدم لعبة الابتزاز السياسي، لكن الإدارة الأمريكية تلوّح بها". ورأى اشتيه أن عدم التوصل إلى حل "أفضل ألف مرة من حل هزيل" وقال "لا حل أفضل ألف مرة من التوصل إلى حل بائس (غير مرضٍ)، ولذلك لن يكون هناك حل من دون أن يتضمن مجموعة من الثوابت وهي الانسحاب من الأراضي التي احتلت في 5 (يونيو) 1967 مع تبادل طفيف في الأراضي مماثل له بالقيمة والقدسالشرقية بمساحتها 67 كيلومترًا مربعًا عاصمة للدولة الفلسطينية". وأضاف "لا عاصمة في أبوديس أو بيت حنينا، ولن نقبل بأي وجود عسكري في الغور وكذلك لن يتم تأجيل أي قضية من قضايا الحل النهائي" مؤكدًا أن الرئيس الفلسطيني "لن يتجاوز أيًا من هذه القضايا بأي حال من الأحوال". ونفي ما تردد عن احتمال إطالة أمد المفاوضات، وقال "لم يتم طرح هذه المسألة، لكن يوم 29 إبريل هو السقف الزمني المحدد للإنتهاء من إطار الاتفاق ولن يكون هناك تمديد له. وقال إشتيه إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "لم يقدّم لنا حتى الآن أي شيء مكتوب، لذلك عندما يتوصل إلى أفكار محددة ونهائية (ويقدمها خطيًا) سنتخذ قرارنا وفق ما سيعرضه علينا". وعلى صعيد اللقاءين الأخيرين اللذين عقدهما كيري مع الرئيس الفلسطيني، قال: "الرئيس عباس موقفه ثابت وأكد لكيري أن الأساس هو إنهاء الاحتلال ودولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية وتسوية عادلة لقضية اللاجئين، وشدد على رفضه يهودية الدولة وضرورة إنهاء الانسحاب الاسرائيلي وفقًا للجدول الزمني". واستبعد أن تتكلل مهمة كيري بالنجاح، وقال "واضح جدًا أن الإسرائيليين لم يعطوا كيري أي بادرة لإنجاح مهمته"، لافتًا إلى أن الأمريكيين يعلمون تمامًا أن الإسرائيليين "هم الطرف المعطّل". يشار إلى أن اشتية قد أعلن في نوفمبر الماضي أن "الوفد الفلسطيني المفاوض طلب من الرئيس محمود عباس إعفاءه من مهامه التفاوضية بسبب الاستيطان والتعنت الإسرائيلي". وكان كيري قد زار منطقة الشرق الأوسط مطلع الشهر الجاري حاملاً اتفاقًا إطاريًا لدفع مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وقام بجولة مكوكية زار خلالها إسرائيل والضفة الغربية والأردن والسعودية.