أشعل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، احتفالات الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة بعيد الميلاد المجيد، فلم يكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية يعلن في كلمته بالاحتفال ترحيبه برسالة التهنئة التي بعث بها إليه الفريق السيسي حتى دوت قاعة الاحتفالات الكبرى بالكاتدرائية بعاصفة من التصفيق والهتافات الحارة. وقابل البابا التصفيق بابتسامة حانية، متابعًا: "نرحب بكل المسئولين الذين هنأونا بمناسبة الأعياد، حيث يظهر بحضورهم الاندماج المصري، ويعطي صورة للعالم عن طبيعة المصريين". وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فإن اللافت في عاصفة التصفيق التي شاهدها المصريون على شاشة التلفزيون في وقت متأخر، أن أغلب الحضور أخرجوا من جيوبهم صورًا للفريق السيسي ورفعوها بتلقائية، وهم يشيدون به. كما يقول أحد شهود العيان بالاحتفال: "لم أكن أتصور أن السيسي يحظى بكل هذا الحب، فالرجل الذي دشنه المصريون بطلاً قوميًا، عقب الإطاحة بحكم (الإخوان)، وانحيازه لإرادة الشعب في مستهل يونيو الماضي، أصبح بمثابة طوق نجاة للعبور بمصر إلى مستقبل آمن ومزهر. يضيف شاهد العيان: لا أنكر موقف السيسي الوطني، وهو موقف استثنائي وبطولي بكل المقاييس، لكن كان لي تحفظات على المطالبة بترشحه لرئاسة البلاد. الآن إزاء هذا المشهد الذي رأيته وعشته، أصبحت أؤيد هذا المطلب، خاصة أنه لا يوجد بديل لهذا الرجل، والفترة المقبلة حساسة ومصيرية في تاريخ مصر، وتحتاج لقيادة قوية وشجاعة وحاسمة، تعلي من مصلحة الوطن، وتؤكد هيبة الدولة وثقة الناس فيها.. والفريق السيسي وحده الآن على الساحة، الذي تتوافر فيه كل هذه المواصفات، بكل جدارة ووطنية معا. ونفض المسيحيون الخوف عن كاهلهم، واحتفلوا في كل كنائس مصر بأعياد الميلاد منذ الساعات الأولى، في ظل حراسة مشددة من الشرطة والجيش، أحبطت كل التهديدات التي توعدت بإفساد الاحتفالات وإحراق الكنائس. وتواصل، أمس، في مقر الكاتدرائية، توافد المصريين على المستويين الرسمي والشعبي للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، واستقبل البابا تواضروس الثاني رئيس الوزراء المصري الدكتور حاتم الببلاوي ونائبه الدكتور زياد بهاء الدين المجيد، كما استقبل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وشدّد البابا على حيادية المؤسسة الكنسية، مؤكدًا أن الكنيسة أحد أعمدة الوطن، إلى جانب الجيش والأزهر والقضاء، وغيرها من مؤسسات الدولة، وأشاد بزيارة الرئيس عدلي منصور، للكاتدرائية، لأول مرة، وعدّ أنها تؤكد أنه رئيس لكل المصريين. وداعب الدكتور حازم الببلاوي، البابا تواضروس الثاني، قائلا: أتقدم بالتهاني للأقباط والمسلمين بهذا العيد، لكنني لا أستطيع أن أجاريكم في البلاغة، وأرجو أن يتقبل الوزراء قولكم بأن على الوزير مساعدة الناس، مضيفا: أرجو أن يتقبلوا قول الكنيسة، وقول الكنيسة لا رد له». وأضاف الببلاوي: «ثورتا 25 يناير و30 يونيو، استطاعتا حل مشكلات قديمة كثيرة، خاصة تغير شكل الحكم، كما أن الشعب المصري استطاع أن يغير المسار، والوزير المتخاذل سيحاسبه الشعب، كما أنه على المسؤولين تحمل المسؤولية، وليس كما فعلت بعض العناصر في الفترة الماضية. ورخاء مصر سوف يأتي بمسؤولية الجميع، فالسماء لا تمطر سلعا وخدمات، بل بالعرق والعمل». وشدد رئيس الوزراء على المرحلة المقبلة، مؤكدا أنها «تحتاج من كل أفراد الشعب العمل الجاد حتى نحافظ على مكتسبات ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. ولفت إلى أن تطوير إقليم قناة السويس يساوي بناء مصر جديدة، ويوفر بالتبعية إمكانيات هائلة في التصنيع والخدمات التي تتواكب مع العصر هذا، بالإضافة إلى أهمية قناة السويس نفسها كونها تربط ما بين ثلاث قارات في وقت واحد». في حين أشاد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالدور الوطني المشرّف للكنيسة المصرية، في نشر قيم التسامح بين جميع أبناء الشعب، الذي يؤكد ويجسد روح المواطنة بين أبناء الشعب المصري العظيم. ومن جانبه، أثنى البابا تواضروس الثاني، على الجهود المضنية التي يبذلها رجال الشرطة وصمودهم في مواجهة تحديات المرحلة الحالية، مؤكدا على تكاتف ومساندة أبناء الشعب لأجهزته الأمنية في أداء مهامها حتى يعود الاستقرار والأمن إلى ربوع مصر. وينتظر أغلب المصريين بفارغ الصبر الانتهاء من عملية الاستفتاء على الدستور الجديد المعدل للبلاد يومي 14 و15 من الشهر الحالي، على أمل أن يحسم الفريق السيسي أمر ترشحه لرئاسة البلاد، وتكونت ائتلافات وجبهات شعبيه تطالبه بأن "يكمل جميله"، ويعلن ترشحه للرئاسة.. وأصبح السيسي يتصدر بورصة أخبار انتخابات الرئاسة يوميا، وسط تكهنات تتناثر من هنا وهناك، بأن أمر ترشحه أصبح شبه مؤكد. في سياق هذا المشهد، عاشت مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، أمس، يوما لتأييد الفريق السيسي، وذلك على هامش مؤتمر جماهيري للتعريف بالدستور الجديد، وأهمية التصويت له ب"نعم"، كان على رأسه وزير الزراعة ومحافظ الغربية.