لم يغمض أكرم عبود عينيه عن متابعة الأخبار عبر شاشة التلفزيون بينما كان يقوم بتنسيق باقات الورود في متجره استعدادا لموسم احتفالات المسيحيين الغربيين بعيد الميلاد المجيد "الكريسماس" في قطاع غزة يوم الثلاثاء المقبل. وقد ساهمت موجة تفجر أعمال العنف على طول الحدود بين القطاع الفلسطيني وإسرائيل عشية عيد الميلاد في إسباغ مزيد من الفتور على مظاهر احتفالات المسيحيين. ويواجه سكان غزة البالغ تعدادهم 7ر1 مليون نسمة مشاكل خطيرة ومزمنة. وقال عبود إن عددا قليلا من السكان هم من يشترون من متجره" سفير الحب" أو أي متجر آخر بقطاع غزة. ويبلغ عدد المسيحيين المقيمين في القطاع المكتظ بالسكان نحو 3700 شخص، معظمهم ينتمون للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي تحتفل بعيد الميلاد المجيد في السابع من كانون ثان/يناير من كل عام. وقال عبود:" إن التجارة في موسم الكريسماس وفترة الاحتفال برأس السنة الجديدة في قطاع غزة ضعيفة، لأسباب عديدة مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر والخوف من شن حرب إسرائيلية على غزة وإغلاق المعابر سواء مع إسرائيل أو مصر". ولايرى كذلك محمود سعفان -34 عاما- وهو من سكان القطاع الكثير من المبررات التي تدفعه للاحتفال بالكريسماس هذا العام. وقال سعفان: "لدينا نقص في الكهرباء والوقود، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وكذلك إغلاق المعابر". وقد أدى تدمير شبكة الأنفاق على طول الحدود مع مصر التي تستخدم للتهريب إلى تفاقم نقص الوقود والغاز حيث أن شراء الوقود من إسرائيل مكلف للغاية. وبعد كل موجة من أعمال العنف ،عادة ما تغلق اسرائيل مؤقتا معابرها التجارية مع قطاع غزة. وقد أدت وفاة اسرائيلي نتيجة اطلاق النار عليه مؤخراً على الحدود بين اسرائيل و قطاع غزة إلى غارات جوية اسرائيلية انتقامية أسفرت عن مقتل طفلة فلسطينية -4 سنوات-. وتعد احتفالات الكريسماس ورأس السنة الجديدة من المواسم الهادئة في غزة ، حيث تحظر حركة حماس الاسلامية إقامة الاحتفالات العامة خلالهما منذ توليها السلطة في عام 2007. وأضاف سعفان: "إن تبادل الهدايا ليس منتشرا بصورة كبيرة في قطاع غزة المحافظ بسبب سيطرة حماس وأيضا لأن الغالبية العظمى من السكان هم من المسلمين بالإضافة إلى الظروف المعيشية السيئة". وتقام احتفالات عيد الميلاد في الضفة الغربية. ولكن يتعين على الفلسطينيين استخراج تأشيرة دخول تصدرها إسرائيل لزيارة أماكن مثل بيت لحم ، مهد السيد المسيح في الكتاب المقدس . وتصدر هذه التصاريح فقط للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما أو تزيد على 35 عاما لأسباب أمنية. وقال الأب جورج هيردينانديز من الكنيسة اللاتينية في غزة لصحيفة القدس الفلسطينية اليومية إن نحو 800 من المسيحيين سافروا إلى الضفة الغربية. وقد حضر إبراهيم جهشان وأسرته صلاة في واحدة من كنيستي مدينة غزة قبل عودتهما إلى المنزل بصحبة شجرة عيد ميلاد صغيرة. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "قبل عام 2005 كان بمقدوري الذهاب إلى بيت لحم مع عائلتي حتى عندما كان عمري يزيد على 18 عاما". وفي تلك السنة فرضت إسرائيل الحصار على غزة ردا على هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون إضافة إلى أسر جندي إسرائيلي. وقد تم تشديد الحصار بعد سيطرة حماس على القطاع. وعلى الرغم من تخفيف الحصار في عام 2010 إلا أن القيود لا تزال قائمة. وقال جهشان: "أهم حدث بالنسبة لي عندما أكون في غزة هو الاحتفال في منزلي".