قال حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، إن الاستفتاء على الدستور بمثابة بناء مجتمع جديد من سيتخلف عن إبداء رأيه فيه سيكون مقصرًا فى حق بلده، موضحًا أن المواطن يجب ألا تقتصر رؤيته للوثيقة الدستورية وبنودها فقط وقت تحديد قراره، ولكن لتبعات الإدلاء برأيه إزاءها إذا كان نعم أم لا، وأيضًا البدائل إذا ما تم رفض الدستور وهو ما لا أتوقعه. وأضاف، فى حواره مع وائل الإبراشى فى برنامج "العاشرة مساءً" بحلقة أمس السبت، أن الحكومة لديها توقعات بقيام جماعة الإخوان بعرقلة عملية الاستفتاء على الدستور، واستخدام أسلحة غير شرعية لتحقيق ذلك مثل المال وإثارة الشائعات، ولكننا مستعدون لها وقادرون على تأمين الاستفتاء، ونعمل قصارى جهدنا لتحقيق أكبر قدر من الراحة والأمان للمواطن عند قيامه بعملية الاستفتاء، وضمان نزاهتها أيضًا. وأوضح أنه لا يشعر بحساسية تجاه شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسى، بل إنه يرى أن تلك الشعبية "سند للحكومة"، مضيفًا أن السيسى إذا ترشح لرئاسة الجمهورية سيفوز باكتساح، وأن الدولة تحتاج إلى رجل قوى مثله. وأشار إلى أن السيسى أكثر الوزراء انضباطًا ولم يتخلف مرة عن اجتماع الوزراء والتى يتحدث فيها قليلاً ولكن بجزم، موضحًا أن السيسى لم يشارك فى تشكيل الحكومة كما أشيع وأنه لم يلتق به إلا يوم حلف اليمين. وفي ما يخص مطالبات البعض بإجراء الإنتخابات الرئاسية أولاً قال الببلاوى: "قطعنا شوطًا طويلاً من خارطة الطريق يجب أن نتحقق من إتمام مرحلة الاستفتاء على الدستور بنجاح أولاً، ثم بعد ذلك النظر إلى الانتخابات البرلمانية أولاً أم الرئاسية، ونقيم حوارًا مجتمعيًا إزاء ذلك. وقال الببلاوى إن الحكومة ليست عاجزة عن إنهاء الانتهاكات التى تحدث بالجامعات، ولكن عندما يكون المقصود من أعمال الشغب التى يمارسها الطلاب المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين هو إسالة الدماء ومن ثم اتهام الشرطة فيها. وتابع: "من الأفضل ألا تنجرف الشرطة إلى مواجهات تعلم أنها مخطط لها، وبذلك نكون قد فوتنا الفرصة عليهم، وبالفعل انقلب السحر على الساحر فلم يكسب هؤلاء تعاطف الناس بل على العكس فقد أحدث ما فعلوه نوعًا من الاشمئزاز لدى الشعب تجاههم إثر ما ارتكبوه من تخريب المنشآت التعليمية والتعدى على أساتذة الجامعة. وتابع الببلاوى أن الحرس الجامعى يعيد إلى الأذهان التدخل السياسى بشئون الطلاب، وأساتذة الجامعة وكتابة تقارير عنهم ولذلك أبدينا احترامنا لاستقلال الجامعات. وأكد أنه لم تحدث بينه وبين القيادى الإخوانى محمد على بشر أى تفاوضات على الإطلاق لا بطريق مباشر أو غير مباشر، مشيرًا إلى أنه اندهش عندما سمع عن هذه التفاوضات، وأنه قرأ عنها مثل الآخرين وظن أنه هناك "حازم ببلاوى" آخر قال هذا ساخرًا. وقال إن حل أى صراع سياسى لا يجب أن يكون أمنيًا فقط ولكن سياسيًا أيضًا، مشيرًا إلى أن الحكومة وضعت وثيقة "حماية المسار الديمقراطى" والتى تحوى 11 بندًا، ولكى نضع أيدينا فى أيدى فصيل لا بد أن يوافق على بنودها وأن تكون يداه أيضًا ليست ملوثة بالدماء، ولكن الإخوان لم يقدموا أى دليل على أنهم لديهم استعداد للانخراط فى الحياة السياسية. كما قال الببلاوى إن محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية السابق كان موقفه متسقًا مع مبادئه ولا يمكن أن أدين موقفه وتم استغلال هذا الموقف لتحقيق بعض المصالح من قبل الإخوان وغيرهم، ولكن البرادعى رجل محترم له رؤية مختلفة وله أفكار ومبادئ إنسانية، كما دعا الببلاوى المصريين لعدم التخوين قائلاً: "لا يمكن اغتيال شخصية مثل البرادعى لمجرد الاختلاف السياسى"، مشيرًا إلى أن مواقفه معلنة ومتسقة مع بعضها. وتابع أن البرادعى كان يعلم أمر فض رابعة، والذى كان بقرار من مجلس الدفاع، وفى الاجتماع الذى سبق الفض كل الموجودين أدلوا بدلوه وكان البرادعى رافضًا للقرار وبعدها قدم استقالته. وأشار الببلاوى إلى أن هناك دولاً خليجية تسعى للصلح بين مصر وقطر، ولكن الحكومة لم تطلب ذلك، كما قال إن الدول الخليجية تدعمنا لأنها تعلم أن مصالحها مرتبطة بعدم سقوط مصر، وما يقال إن مصر تتسول "كلام سخيف".