نشرت صحيفة التايمز مقالاً افتتاحيًا عن ما تراه أزمة يواجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، نتيجة توجهاته الإسلامية المحافظة على الحياة العامة في تركيا. وتقول الصحيفة إن تركيا حُكمت طوال العقد السابق من قبل سياسي من صنف نادر، دينامي وإسلامي معتدل وموهوب في إدارة الاقتصاد والفوز في الانتخابات، الأمر الذي جعل منه شخصية كبيرة في تاريخ بلاده. يطمح أردوغان إلى الترشح لمنصب رئيس الجمهورية الذي سيتم انتخابه لأول مرة عبر الاقتراع المباشر العام المقبل. لكن المشكلة مع أردوغان، حسب الصحيفة، تتمثل في أن نزعته الإسلامية تتغول بثبات على الحياة العامة في تركيا، ومؤخرًا على الحياة الشخصية لمواطنيه أيضًا. وتكمل الصحيفة أن أردوغان أثار في وقت سابق هذا الشهر غضب الأقلية الليبرالية في تركيا بتلويحه بإصدار تشريع يمنع الشباب غير المتزوجين من الرجال والنساء من العيش في منازل خاصة، فضلاً عن منع الاختلاط في أماكن السكن الجامعي. وفي الشأن التركي أيضًا، تنشر صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لدانييل دومبي من إسطنبول تحت عنوان "الانقسام الإسلامي يهدد ترشح أردوغان للرئاسة". ويقول الكاتب إن تركيا مقبلة على انتقال كبير للسلطة في العام المقبل، وإن الصراع في هذا الصدد قد بدأ، وبشكل خاص بين مراتب داخل النخبة الدينية المحافظة التي هيمنت على السلطة طوال العقد الماضي. ويرى الكاتب أن قصة البلاد بمجملها اختصرت برجب طيب أردوغان الذي فرض ظلاله على الجميع في المشهد السياسي، مشيرًا إلى أنه سبق أن تعهد بأنه لن يخدم في دورة جديدة لرئاسة الوزراء، لذا فإنه يبحث عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية الذي سيتم انتخابه لأول مرة عبر الاقتراع المباشر العام المقبل. ويخلص الكاتب إلى أن أردوغان بات شخصية أكثر استقطابًا، بعد الانتقادات التي وجهت إليه لقمعه حركة الاحتجاجات في حديقة غيزي هذا العام. ويضيف أن تصدعات بدأت في الظهور داخل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية بسبب توجهاته الاجتماعية المحافظة الأخيرة، واقتراح أردوغان بمنع الاختلاط في السكن بين الجنسين في المجمعات الطلابية والسكن الخاص.