دعت لجان المجلس الاعلى للثقافة الى مناقشة مجموعة قضايا مصيرية في مؤتمر المثقفين المقرر عقده اوائل العام القادم وعلى رأس هذه القضايا العلاقة مع دول حوض النيل وملف الثقافات الطرفية في نوبة مصر وصحراء سيناء، كما دعت اللجان الى مناقشة عزوف الشارع المصري عن التعاطي مع الفنون الرفيعة وبحث أسباب عدم ارتياد المتاحف الفنية والآثرية وأسباب شيوع ثقافة التطرف والعداء للدولة المدنية. ومن المقرر ان تعرض اقتراحات اللجان في الاجتماع الذي يرأسه فاروق حسني، وزير الثقافة، في السابعةوالنصف من مساء بعد الاثنين، بدار الأوبرا المصرية لمناقشة التصورات التي قدمتها لجان المجلس حول مؤتمر المثقفين، الذي تم اقتراحه من الوزير بداية هذا العام. وقال الدكتور عماد أبو غازي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة: الاجتماع تشاوري وهدفه مناقشة مقترحات الإعداد لمؤتمر "مستقبل الثقافة المصرية". ونوه إلى أن المجلس أرسل لأعضاء اللجان تقريرا عن أعمال اللجنة التحضيرية للإعداد للمؤتمرإلى جانب بيان بالأوراق ذات الصلة التي تلقتها اللجنة التحضيرية. وكان الرئيس مبارك خلال لقائه مع مجموعة من المثقفين والمفكرين أول أمس الخميس أبدى اهتماما ملحوظا بفكرة المؤتمر وتلقى دعوة من وزير الثقافة فاروق حسني، لتقديم الكلمة الافتتاحية وعلمت " بوابة الأهرام " أن الرئيس مبارك اقترح تأجيل عقد المؤتمر إلى يناير المقبل بدلا من موعده الذي كان مقررا منتصف ديسمبر، ليتمكن من الحضور وتقديم كلمة كما علمت "بوابة الأهرام " أن المجلس الأعلى للثقافة تلقى اقتراحات من تسع لجان هي لجان التاريخ والجغرافيا والدراسات الاجتماعية والتربية والسينما والعمارة والفنون التشكيبلية والموسيقى والأوبرا والباليه ولجنة ثقافة الطفل، إضافة إلى اقتراحات من فرق المسرح المستقل، كما تلقى المجلس اقتراحات من مثقفين بصفتهم الشخصية ومن بينهم الدكتورة دليلة الكرداني، و المعماري صلاح حجاب، ونبيلة حسنن ومحمد السكران. وفي الوقت نفسه تقدم مثقفون بدراسات وأبحاث من المقرر عرضها خلال جلسات مؤتمر المثقفين ومن بينهم دراسات لكل من محمد حافظ رجب، عن: أسئلة الثقافة العربية وبحث لعبد التواب يوسف وبحث لمحمد السكران بعنوان : " ثقافتنا العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل رؤية تحليلية نقدية"، كما تلقت أمانة المجلس أوراق عمل من أوراق عمل من كل من الداكتور أحمد شوقي بعنوان : "مستقبل الثقافة في مصر"، وتساءل سمير الفيل: هل يمكننا رسم خريطة البناء الفكري. وكتب سيد فؤاد الجناري" المنتج الثقافي ومساحة الوجود على شاشات الإعلام". أما فاروق عبد الله ،فكتب دراسة قدم فيها: تساؤلات حول مؤتمر المثقفين. وعلى صعيد اقتراحات اللجان التخصصية اقترحت لجنة التاريخ ومقررها المؤرخ الدكتور إسحق عبيد، أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة عين شمس، إضافة الموضوعات التالية على جدول أعمال المؤتمر :"الثقافة والتراث"، علاقة المثقفين والسلطة، ودعت إلى تقديم دراسة سسيولوجية عن المثقف المصري ورشحت لجنة التاريخ من بين أعضائها للمشاركة كلاٌ من دزبيدة محمد عطا، والدكتور جمال معوض شقرة، والدكتور علي محمد بركات، كما اهتمت اللجنة بطرح موضوعات ذات صلة براهن السياسة المصرية الآن واقترحت أن يشارك بورقة في المؤتمر كلٌّ من: الدكتور السيد علي فليفل عن (العلاقات الثقافية مع حوض النيل) والدكتور جمال شقرة (منظور جديد للعلاقات الثقافية الخارجية) و عبد المنعم الجميعي عن (المثقفون والسلطة)أما زبيدة عطا فاقترحت أن تكتب عن (التطرُّف وثقافة الدولة المدنية). ومن جهتها اقترحت لجنة التربية برئاسة مقررها الدكتور عبد السلام عبد الغفار موضوعين رئيسيين على جدول أعمال المؤتمر هما"موضوع الإبداع والتنوير" و"موضوع التربية والإعلام". وكانت اقتراحات لجنة الجغرافيا برئاسة الدكتور فتحي أبو عيانة من بين الاقتراحات الأكثر ملائمة لواقع الثقافة المصرية الآن رأت اللجنة ضرورة أن يسبق محاور المؤتمر تقديم تقرير عن (الحالة الثقافية في مصر) متضمنًا عناصر رئيسية أبرزها:حالة الثقافة في مرحلة التحول الاجتماعي الاقتصادي منذ منتصف القرن العشرين، الثقافة المصرية والمتغيرات الإقليمية والدولية في عصر العولمة، دور مصر الثقافي في محيطها العربي والأفريقي، حالة اللغة العربية وعاء الفكر والثقافة، كما دعت اللجنة إلى تقويم الدور الثقافي للجان المجلس الأعلى للثقافة. أما لجنة الدراسات الاجتماعية التي يرأسها العالم الجليل أحمد أبو زيد فقد تركزت اقتراحاتها في عدة نقاط إذ تساءلت اللجنة هل سينتهي المؤتمر بوضع خطة مستقبلية شاملة عن التنمية الثقافية؟ ومن الذي سيتولى وضع هذه الخطة التفصيلية وعرضها على المؤتمر؟ كما دعت إلى إمكانية تخصيص جلسة لثقافة الشباب أسوة بالجلسة المخصصة لثقافة الطفل. وجلسة أخرى حول ثقافة الجماعات الحدودية (النوبة – حلايب وشلاتين مثلاً) تحتاج لبعض الاهتمام. من اللافت للانتباه أن لجنة السينما برئاسة المخرج سمير سيف كانت أقل لجان المجلس الأعلى للثقافة تحمسا لفكرة المؤتمر على الرغم من مشكلات السينما المزمنة، واكتفت اللجنة بعبارات بلاغية في تقريرها الذي انتهى إلى توصية من اللجنة بأن يقوم المجلس الأعلى للثقافة باختيار أحد أعضاء اللجنة لتمثيل السينمائيين ضمن اللجنة التحضرية لمؤتمر المثقفين. ومن جهتها، قالت لجنة العمارة برئاسة صلاح حجاب إنه يمكن أن يسهم أعضاء اللجنة في المحاور التالية:التنسيق الحضاري، سبل تعليم الفنون، تشريعات العمل الثقافي. وفي تقريرها المرفوع إلى المؤتمر أوصت لجنة الفنون التشكيلية برئاسة مقررها الدكتور صبري منصور ، بإعادة النظر في الموضوع المدرج في خطط المجلس في شأن أعمالها وعنوانه "الفنون التشكيلية بين قضايا الإباحة والتحريم"، وقالت : إن هذا الموضوع قد تم تجاوزه وحسمه، وقد طرحت اللجنة موضوعات بديلة يمكن للجنة التحضيرية الاختيار من بينها، لأنها موضوعات أكثر حيوية وتلامسًا مع الواقع الثقافي، وهذه الموضوعات هي: الذاتية الثقافية في الفنون التشكيلية. ،الثقافة الفنية التشكيلية في المجتمع المصري بين الواقع والمأمول ،العولمة وتأثيرها على الفن المصري. ومن جانب آخر، اقترحت لجنة الموسيقى والاوبرا والبالية ومقررها راجح داوود أن يتم إضافة مائدة مستديرة لمناقشة وكشف أسباب أزمة التباعد المتزايد بين طوائف المجتمع المصري المختلفة وبين الثقافة والفنون من جهة، ومحاولة وضع تصوُّر لمعالجة هذا القصور من جهة أخرى. وكان الدكتور عماد أبوغازي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة قد أكد من قبل في تصريحات صحفية أن التصور الخاص بمؤتمر المثقفين يتضمن طرح خمسة محاور رئيسية للمؤتمر، وكل محور تناقش خلاله ورقة عمل رئيسية من خلال 8 مجموعات عمل وهو الأمر الذي سيفضي إلي بحث حوالي 40 قضية أو إشكالية لمستقبل العمل الثقافي في مصر من خلال فعاليات المؤتمر اليومية. وأكد أبو غازي أن التصور الذي تم إعداده يتضمن توجيه الدعوة للرأي العام الثقافي المصري بشكل عام ودون أي تحفظات، ويضم جميع الأطياف والاتجاهات، حيث ستوجه الدعوة لمشاركة ممثلين عن النقابات الفنية واتحادي الكتاب والناشرين، والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، والروابط والاتحادات الثقافية، ولجنتي الثقافة بمجلسي الشعب والشوري. وأشار إلي أنه سيتم توجيه الدعوة أيضاً للجان الثقافية بجميع الأحزاب المصرية، والمسئولين عن الصفحات والبرامج الثقافية بوسائل الإعلام المختلفة، وأمانة مؤتمر الأدباء والمؤسسات التعليمية والكليات الفنية وعدد من الشخصيات العامة، موضحاً أن جميع الأوراق البحثية التي ستقدم من جميع هذه الجهات سيتم بحثها ومناقشتها خلال المؤتمر. يذكر أن اللجنة المصغرة ضمت كلاً من د.عماد أبوغازي، د.جابر عصفور رئيس المركز القومي للترجمة، والمفكر السيد ياسين وصلاح عيسي وحسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.