أشاد الرئيس عدلي منصور بمواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعمة لمصر وشعبها، والدور الأردني في تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة قضايا الأمة العربية، مقدرًا أن الملك كان أول رئيس دولة زار مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو. وبحسب بيان للديوان الملكي الأردني حول المباحثات التي أجراها الزعيمان اليوم الثلاثاء، فقد أكد منصور حرص مصر على إدامة التنسيق مع الملك عبد الله الثاني تجاه مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة، خصوصا سبل التعامل مع الأزمة السورية، وبما ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق. ومن جانبه، قال الملك عبد الله الثاني، إن الأردن ينظر إلى مصر الشقيقة كدولة مهمة وأساسية في محيطها العربي والإقليمي، ويدعم خيارات شعبها المستقبلية، وبما يعزز وحدته الوطنية، ويمكن مصر بجميع مكوناتها من ترسيخ أمنها واستقرارها واستعادة مكانتها ودورها الريادي. واستعرض الرئيس منصور والملك عبد الله جوانب التعاون بين البلدين وآفاق تعزيزها في شتى المجالات، خصوصا السياسية والاقتصادية، مؤكدين أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة بالسرعة الممكنة، لتكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصا فيما يتعلق بملف الطاقة، فضلا عن العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية. وهنأ الملك خلال المباحثات الرئيس منصور والشعب المصري بمناسبة الاحتفالات بذكرى انتصارات "أكتوبر"، متمنياً لجمهورية مصر العربية الاستمرار بالنهوض والتقدم وتجاوز جميع التحديات التي تواجهها. وقد أجرى الرئيس منصور والملك عبدالله الثاني مباحثات تركزت على سبل تطوير العلاقات الثنائية خصوصا في المجالات الاقتصادية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. وأكد الرئيس منصور والملك عبد الله خلال مباحثات ثنائية وأخرى موسعة، جرت في المكاتب الملكية في الحمر، متانة العلاقات الأردنية المصرية المستندة إلى جذور قومية وتاريخية قوية وثابتة، والحرص المشترك على تعزيزها والنهوض بها في شتى الميادين، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وتناولت المباحثات جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وفقاً لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، محذران من أن مواصلة إسرائيل لإجراءاتها الأحادية وسياساتها الاستيطانية، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يهدد بتقويض العملية السلمية. وجددا في هذا الصدد، الحرص على استمرار التشاور المصري الأردني وصولا إلى بلورة مواقف عربية منسجمة إزاء مختلف القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما جرى استعراض مجمل الأوضاع في المنطقة، خصوصا مستجدات الأزمة السورية، حيث جدد ملك الأردن التأكيد على موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، مشيراً في هذا الصدد إلى الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيه. وحضر المباحثات الموسعة عن الجانب المصري وزير الخارجية نبيل فهمي، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية اللواء عبد المؤمن فودة، ومستشارو الرئيس الدكتور مصطفى حجازي، وعلي عوض، وأحمد المسلماني، والسفير المصري في عمان خالد ثروت، وعدد من كبار المسئولين. وحضر اللقاء، عن الجانب الأردني رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، وعماد فاخوري مدير مكتب لملك ، ووزير الداخلية ووزير الخارجية وشؤون المغتربين بالوكالة حسين هزاع المجالي، ومستشار الملك عبدالله وريكات، والسفير الأردني في القاهرة الدكتور بشر الخصاونة. وأقام الملك مأدبة غداء تكريماً للرئيس منصور والوفد المرافق، حضرها كبار المسؤولين من كلا الجانبين. كانت قد جرت مراسم استقبال رسمية للرئيس عدلي منصور، في المكاتب الملكية في الحمر ( الديوان الملكي)، حيث كان الملك في مقدمة مستقبليه، كما كان في الاستقبال عدد من كبار المسئولين الأردنيين. واستعرض الملك والرئيس منصور حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني المصري والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة.