عقد المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية حلقة نقاشية اليوم الأربعاء، تناولت مستقبل الإخوان المسلمون فى دول الإقليم بعد سقوط الجماعة فى مصر، وأشار الحضور إلى اختلافات بين الجماعة فى عدد من الدول، مشيرين إلى أن الإقصاء الكامل مستحيل والإدماج الكامل غير وارد أيضاً. بل إن المستقبل للإخوان هو فى منطقة وسط ومرتبط باعتبارات عدة. من جهتها قالت الدكتورة أمل حمادة مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن هناك الكثير من المبالغات تتناولها وسائل الإعلام عن أن ما حدث في مصر هو نسخة قابلة للتكرار في الدول العربية التي تشهد تواجدا مماثلا في المعادلة السياسية. ولفتت د. أمل إلى أن السيناريوهات المستقبلية المحتملة لمستقبل الجماعة فى بعض دول الاقليم تتراوح بين الاقصاء الكامل أو الإدماج الكامل، مشيرة إلى استحالة الإقصاء الكامل، وصعوبة الإدماج الكامل لاعتبارات عديدة منها ما يتعلق بالسياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي تمر به كل دولة. وأوضحت أن حال الحرب الأهلية في سوريا يختلف عن حال اللادولة في ليبيا. وكذلك حال النظام الملكي في المغرب والذي استبق موجة الربيع العربي بتقديم تنازلات محدودة ومحددة لاستيعاب المعارضة، يختلف عن حال النظام الملكي في الأردن الذي يعاني تصاعد المشكلات. كما أشارت إلى الاختلاف بين حالة النظام المصري حاليا ووضع تونس الذي لعبت فيه حركة النهضة دورا مركزيا في سياق تحالف سياسي مع جماعات سياسية أخرى من خارج التيار الاسلامي. وقالت إن هذه السياقات تجعل الإقصاء الكامل لجماعة الإخوان المسلمون مسألة مستحيلة من حيث التكلفة السياسية والاجتماعية والأمنية، كما أن الإدماج الكامل للجماعة مسألة مرتبطة بشكل النخب السياسية وتحالفاتها الاجتماعية في دولها، وتحالفاتها الإقليمية والدولية، كما يرتبط برغبة وقدرة الجماعة على التواصل والتنسيق مع القوى السياسية الأخرى في الحكم والمعارضة. وأوضح الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية أننا نعيش حالة من التوتر على مدى قرن حول الأزمة بين المدنى والدينى والارتباط بنشأة الدولة العربية الحديثة، لافتا إلى أن الجماعة جزء من المسرح طالما ظل الالتباس قائم بين المدنى والدينى، مشيرًا إلى ضرورة تطوير الجماعة داخليا. ومن جهته قال الدكتور صفى الدين خربوش رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الإقصاء التام للجماعة تصبح غير واردة، مشيرا إلى أن الإخوان كان أداؤهم جيد وهم فى المعارضة، بينما لم يكن على نفس المستوى وهم فى السلطة، مشيرًا إلى أن الإخوان لديهم إشكاليات داخل الجماعة نفسها ومع القوى السياسية ومع الدولة. وقال أحمد بان مدير وحدة الحركات السياسية بمركز النيل للأبحاث: إن جماعة الإخوان المسلمون، تعاملت مع 25 يناير باعتباره فعل تحريك فى إطار مشروعها، وقال لا أفصل هذه الجماعة عن المشروع الأمريكى فى المنطقة فى فترة الربيع العربى، ولقد أدركت أمريكا أن هذه اللحظة هى المناسبة للتعامل مع المارد اللإسلامى، مشيرًا إلى التحالف بين أمريكا والقطبيين داخل الجماعة، واعتبرت أمريكا أن الإخوان أكثر اعتدالا من التيارات الجهادية. فيما اعتبر هشام جعفر رئيس مجلس أمناء مؤسسة مدى، أن الوضع الداخلى لجماعة الإخوان سيكون هو الحاسم، مشيرا إلى أن التماسك الداخلى للجماعة يزداد فى ظل الأزمات وهو نهج معروف تاريخيا. وأشار إلى أن الاتجاه إلى توجيه ضربة لسوريا ومجمل الأبعاد الإقليمية، سوف يلقى بظلاله على دول الإقليم التى يسيطر عليها حكم الإخوان المسلمين أو يعتبر جزءا من مكوناتها. وتوقع الدكتور محمد جمعة الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية معاناة حركة حماس نتيجة فشل جماعة الإخوان المسلمين وقال إنها مضت فى ركاب الاخوان بمصر وارتبطت بتركيا وقطر. وقال إن السقوط أدى الى تراجع دولة الأمر الواقع فى غزة، مشيرا إلى أن حماس بعد دخول محمد مرسى قصر الرئاسة وزيارة قيادات الحركة له، توصلت إلى المصالحة وتفاهم لوقف إطلاق النار على إسرائيل وحشدت تأييدا دوليا لرفع الحصار المفروض على غزة ،نافيا سقوط حركة حماس فى الحكم.