فى جنازة شعبية مهيبة، وبعيون باكية تغمرها مشاعر الحزن والآسى.. ودع أسرة وأهالى قرية المقاطع، مركز الباجور، محافظة المنوفية، المجند ممدوح على السيد، شهيد مذبحة رفح التى جرت صباح أمس الإثنين، وأسفرت عن استشهاد 25 مجندًا وإصابة 3 آخرين، منهم 21 شهيدًا من محافظة المنوفية. شارك المئات من أهلى قرية "ممدوح" فى الجنازة التى أقيمت فى ساعة متأخرة من مساء أمس، على أضواء الكشافات الصغيرة، حيث لا توجد إضاءة كهربائية كافية على الطريق، المؤدى إلى مقابر القرية، وسط هتافات "لا إله إلا الله" بأصوات عالية هزت أرجاء القرية بأكملها، وغطت على هتافات منددة بجماعة الإخوان المسلمين" الإخوان أعداء الله"، وحالات إغماء لأهالى وأصدقاء الشهيد. اشتهر الشهيد " ممدوح" صاحب ال21 عاما بين أهل قريته بدماثة الخلق، وطيب النفس، كعادة باقى أفراد أسرته، وكان يعمل بأحد محال المأكولات السريعة، أثناء حصوله على أجازاته من خدمته فى الجيش، حيث أنه من أسرة متوسطة الحال. وفى مشهد مؤثر لم يصدق شقيق الشهيد هيثم على السيد - 24 عاما -، الذي يعمل بالإمارات، ما تناقله أصدقاؤه على موقع التواصل الإجتماعى "فيسبوك" عن خبر مصرع شقيقه، ورغم تأكيدات الأصدقاء بأن الحادث وقع بالفعل، إلا أنه ظل يسأل كل من يعرفه هل أخى مات بالفعل وقرر العودة على الفور. وحال انتماء الشقيق الأكبر ل"ممدوح" محمد على السيد، 33 عامًا تقريبًا، لجماعة الإخوان المسلمين"، دون وقع اشتباكات عنيفة بين أهالى القرية ومن ينتمون للجماعة، على عكس موجة من العنف والتخريب التى استهدفت عددًا من المحال والشركات المملوكة لأعضاء وقيادات الجماعة بمحافظة المنوفية عقب تلقيهم نبأ الحادث الأليم. وتدخل بعض العقلاء من أهالى القرية، التى يتسم معظم أهلها بطيبة النفس والجنح نحو السلم والسلام، بعد انتهاء تشييع الجنازة، لمنع اشتباكات مع من ينتمون إلى الجماعة، وتفادى "مجزرة" كانت ستطالهم بسبب سخط الأهالى رجالا ونساء، واكتفوا بالدعاء.. "حسبى الله ونعم الوكيل" .. "اللهم انتقم من كل من قتل نفسا بغير حق".