أكد الدكتور سمير رضوان وزير المالية: "إن حركة الشباب أسدت خدمة كبيرة لمصر، وكانت بمثابة دعوة لليقظة، وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "ما نحاول أن نقوم به فى الوقت الراهن هو تحقيق انتقال سلس وسلمى، والحيلولة فى ذات الوقت دون انزلاق مصر إلى الفوضى". وحذر رضوان من أن "الانزلاق إلى حالة فوضى فى الشوارع يعتبر أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث فى مصر". ولفت إلى "أن الأوضاع فى مصر مختلفة عن الأوضاع فى العراق أو الصومال، ومن الأهمية بمكان تحقيق قدر من الاستقرار فى مصر". ورفض رضوان ما يتردد من جانب بعض الشباب من أن وقت الحوار قد ولى، وقال "إنه من العار أن نردد ذلك، فهناك حوار يجريه عمر سليمان نائب الرئيس مع الأحزاب السياسية المصرية، وأود أن يكون الشباب المصرى جزءًا من هذا الحوار". وقال إنه قام بإنشاء منتدى للشباب داخل وزارة المالية بغرض مناقشة الميزانية، على غرار تلك المناقشات التى يجريها البرلمان لميزانية الدولة. وأعرب رضوان عن اعتقاده بأن الحوار والنقاش والمفاوضات هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الموقف الراهن. وسئل ما المرحلة التي سوف يتدخل فيها الجيس وهل يعتقد أن القيام بانقلاب عسكرى فى مصر سوف يحظى بدعم دولى؟ قال رضوان: "أتمنى ألا يحدث ذلك، فهذا هو السيناريو الذى نسعى إلى تفاديه، فنحن نسعى بدرجة كبيرة للغاية إلى تجنب حدوث انقلاب أو فوضى، نظرا لأن كلاهما لن يكون فى صالح البلاد أو المنطقة بأسرها". وشدد وزير المالية سمير رضوان على أهمية الحوار قائلا "أتمنى أن نحصد قريبا ثمار هذا الحوار نظرا لان سيناريو الفوضى او سيناريو الانقلاب لن يكونا فى صالح مصر او المنطقة بأسرها". وحول التوقيت الذى سوف يضطر فيه الجيش المصرى الى التدخل ؟ قال رضوان "اعتقد أن الجيش سوف يتدخل إذا ما خرجت الأمور تماما عن نطاق السيطرة، وأنا أشعر بالارتياح إزاء التزام الجيش بضبط النفس، والواقع أن أفراد الجيش وفروا الحماية الكاملة للمتظاهرين، وكانت العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة وود، وفى نهاية المطاف، فإن هؤلاء المتظاهرين هم أبناؤنا وأنا سعيد إزاء قيام الجيش حتى الآن بمثل هذا الدور". وردا على سؤال آخر بشأن وجهه نظره فيما جاء فى سياق المقابلة الحصرية التى أجراها الرئيس حسنى مبارك مؤخرا مع إحدى الشبكات التليفزيونية الآمريكية، والتى أعلن فيها أنه يود أن يتخلى عن منصبه، ولكنه يخشى من حدوث فوضى؟ فقال رضوان " أعتقد أن الرئيس مبارك سوف يقول الآن الشىءنفسه، وأنه يسعى إلى تفادى حدوث سيناريو الفوضى، ويجب علينا أن ننظر إلى الأوضاع الراهنة فى مصر .. فهناك حوار يجرى مع مختلف وجهات النظر بما فيها الإخوان ومن ثم، فإن الأوضاع مختلفة تماما عما كانت عليه قبل الخامس والعشرين من يناير الماضى". وردا على سؤال بأن الحرس القديم مازال يسيطر على الحكومة المصرية الحالية قال وزير المالية سمير رضوان " هناك تغييرات واضحة، ولننظر إلى الحزب الوطنى الديمقراطي، فقد أصبح مختلفا تماما عما كان عليه من قبل، وفيما يتعلق بالحكومة الجديدة فى مصر، فإنها تضمنت الكثير من الوجوه الجديدة من العناصر الإصلاحية المعروفة والذين يبذلون كل ما فى وسعهم". وحول حجم الأضرار التى تعرض لها الاقتصاد المصرى بسبب الأحداث الراهنة قال رضوان " أن سوق الأوراق المالية وحدها تعرضت لخسائر تتراوح مابين 70 إلى 80 مليار جنيه، فى حين بلغت خسائرنا نحو 1.2 مليون سائح كانوا متواجدين فى مصر واضطروا إلى المغادرة، كما أن هناك انخفاضًا فى تحويلات المصريين من الخارج وقد قمنا بإنشاء صندوق لتعويض المتضررين من الأحداث الراهنة، كما أن هناك توقفًا فى عمليات التصدير، وهو ما يضيف أعباء جديدة على الأوضاع الاقتصادية فى مصر. وحول احتمال إغلاق قناة السويس التى تمثل شريانًا مهما للمواصلات البحرية فى العالم، قال رضوان" إن مصر سوف تبذل قصارى جهدها من أجل استمرار هذا الممر الحيوى المهم مفتوحًا أمام الملاحة البحرية وليس هناك والحمد لله أية مشكلات حتى الآن وقمنا باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية من اجل تفادى حدوث عمليات تخريب من الخارج لقناة السويس وأؤكد أن قناة السويس آمنة والجيش المصرى سيبذل كل ما فى وسعه من أجل الإبقاء عليها مفتوحة".