تشهد دراما رمضان هذا العام تألقا كبيرا لعدد من المخرجين الذين يخوض بعض منهم تجربته الأولى في العمل التليفزيونى، بل إنهم استطاعوا أن يلفتوا الأنظار إليهم ويجعلوا أنفسهم على مرتبة القمة وسط عديد من المخرجين. من بين هؤلاء المخرجة كاملة أبو ذكرى، والتى استطاعت أن تصنع صورة درامية مختلفة ومكتملة الأركان، راعت فيها كل الظروف الزمنية التى يعيش معها المشاهد في كل حقبة زمنية، بما فيها من ملابس وديكورات وموسيقى تصويرية معبرة عن كل حدث. ليس هذا فقط بل أن كاملة وضع مشاهد في بداية كل حلقة، تعبر عن وصف القاهرة في ذلك الوقت خلال كل حقبة زمنية إضافة إلى مشاهد الأرشيف التى وضعتها وسط أحداث العمل وتعبر عن كثير من الأحداث السياسية، والتى رأينا كثيرا منها لأول مرة فى المسلسل، كمشاهد إنشاء السفارة الإسرائيلية في مصر خلال عهد الرئيس السادات، وأحداث مظاهرات عام 1977، كأحداث العنف بين الأقباط والمسلمين في عهد الثمانينيات وغيرها. واستطاعت كاملة في العمل أيضا أن تقوم بإدارة متفوقة في النجوم الذين قاموا ببطولة العمل، مثل نيللي كريم التى جسدت شخصية "ذات" والتى رآها المشاهد في صورة مختلفة لأول مرة عما سبق وقدمته من قبل، ونفس الحال أيضاً لباسم السمرة الذي يشاركها بطولة العمل. المخرج تامر محسن، صاحب مسلسل "بدون ذكر أسماء" نجح هو الآخر في ترك بصمة مميزة له في أولى تجاربه الاخراجية ، والتى تذكرنا جميعاً بروح المخرج الراحل عاطف الطيب والذى كان من أكثر المخرجين الذين ينجحون في وصف صورة القاهرة خلال فترة الثمانينيات فيما قدمه من أفلام خلال تلك الفترة مثل أفلام "سواق الأتوبيس" و"الحب فوق هضبة الهرم" وغيرها. نجح تامر في توظيف عدد كبير من النجوم الشباب مثل روبي، ومحمد فراج، وأحمد الفيشاوى ووضعهم في أدوار لم يرهم فيها المشاهد من قبل، استطاعوا من خلالها أن يكونوا في مرتبة النجوم الأوائل. كما نجح محسن في اظهار شكل القاهرة خلال حقبة الثمانينات بزحامها وملابس سكانها وشكل منازلهم كل ذلك موظفاً إياها على موسيقي تصويرية مميزة تجذب الانتباه للعمل بصورة قوية. أما خالد مرعي في ثانى تجاربه التلفزيونية من خلال مسلسله "نيران صديقة" الذى يحمل كثيرا من أجواء الإثارة في أحداثه، فقد نجح هو الآخر في وضع موهبته في منطقة جديدة ومختلفة تحمل كثير من الجهد والعمق أيضاً حيث إن المسلسل يمتلئ بكثير من التفاصيل التى تربط أحداث بين الماضي والحاضر من خلال حدوتة 6 أصدقاء ترصد من خلالها كثير من الأحداث التى طرأت على حياتهم ومن بين السطور فى العمل يكتشف المشاهد حقائق عن خفايا النظام السابق خلال حقبة الثمانينيات كل ذلك في إطار مثير ومشوق، اقترب فيه مرعي من مستوى الدراما الأمريكية سواء في التصوير أو اختيار الموسيقي التصويرية.