لقطة من مسلسل »ناجى عطا الله تمطرنا مسلسلاتنا الدرامية بالموسيقي التصويرية التي من المفروض أن تعبر عن الأحداث الدرامية والمواقف المختلفة.. وكثير من هذه الموسيقات تمر مرور الكرام.. لأن من وضعها استسهل وضع وإعداد تلك الموسيقي.. حتي ان نادرا ما تترك المسلسلات بصماتها الموسيقية علي المشاهدين وتردد المقدمات الموسيقية الخاصة بها.. من هنا طرحت سؤالا علي خبراء الموسيقي.. كيف ترون الموسيقي التصويرية لمسلسلاتنا المختلفة، وكانت البداية مع الموسيقار حلمي بكر الذي يقول : - الموسيقي التصويرية هي أساس البناء الدرامي والمكمل للحوار والدراما التي نراها علي الشاشة.. وهي التي تميز وتنوع المواقف الدرامية وخاصة إذا كانت تذهب إلي عمق الدراما التأثيرية بجوار التصويرية التي تميز الأحداث من حيث التنوع. إذ تبدأ من الكوميدي وصولا إلي التراجيدي.. والموسيقي هنا هي المعبر الحقيقي بجوار الحوار أو مكملة الأحداث ان صح هذا التعبير. ومنذ القرن السابع عشر تعتبر الموسيقي هي المؤكدة للتعبير الحركي المسمي فيما بعد »ايرثيماتيك« بمعني التعبير عن الأحداث بالحركة ثم سميت فيما بعد بفن الباليه التعبيري أي الحركة التي تحوي الحوار وتشرحه الموسيقي وتطورت الموسيقي إلي أن أصبحت هي التصوير الفعلي للدراما الحديثة من مسرح وسينما وإذاعة وتليفزيون.. وأصبح لكل مسلسل »تتير« المفروض أن يكون هو الحدث المصور الفعلي للدراما الحوارية.. وإنني إذ أري ان واضعي الموسيقي التصويرية هم قلة في العالم.. لأنها تبني علي ثقافة من كلاسيكيات حتي الحداثة التي نعيشها.. وأقول ان أكثر من 08٪ مما يضعون الموسيقي التصويرية الأولي بهم أن يتم وضعهم في مستشفي للولادة.. هذا رأيي فيهم فهم لا علم ولا موهبة ولكن تخصص سرقات ونفس النسبة التي قلتها ان 08٪ من الموسيقي التي صاحبت مسلسلاتنا مسروقة ومنها ما هو منقول حرفيا ومنها ما هو مسروق ثم عدل فيه بنسبة 1٪.. كل ملامح الموسيقي بعيدة عن الأربعة موازير وحرامي الموسيقي يسرق نوار من مازورة 4/4. القدرية.. لبيتهوفن - السيمفونية التاسعة لبيتهوفن والمعروفة باسم »القدرية« والتي أطلق عليها المشئومة.. لأنها كانت مشئومة علي معظم المسلسلات التي تذاع بالتليفزيون وما أكثر ما أخذوا منها عيني عينك وقالوا ان الموسيقي من وضعهم. وهناك من يعتقد ان الموسيقي التصويرية هي عبارة عن كاميرا ويتم بواسطتها نقل الملامح الشخصية للجملة الموسيقية (التيمة الأصلية).. فالموسيقي التصويرية قائمة علي تيمة تعبر عن الدراما كرأس للحدث. ويشارك حلمي بكر في الحوار الموسيقار الكبير صلاح عرام الذي يؤكد أن ما قاله حلمي صحيح وأن معظم الموسيقي التصويرية في المسلسلات الدرامية مأخوذ عن أعمال عالمية.. كما أن هناك كثيرا من هؤلاء الموسيقيين يستسهلون بدلا من التأليف الموسيقي بوضع جمل شهيرة مع توزيع جديد.. ويضيف صلاح عرام: ان الموسيقي في حالة هبوط منذ ما يزيد علي الثلاثة عقود. وهي حقيقة.. وأن الموسيقي التي نسمعها حاليا هي ايقاعات معروفة وصرخات متواصلة ولم يعد من يهتم بالموسيقي التصويرية أو حتي الموسيقي الغنائية إنما يتخذون من الاستسهال سبيلا.. ويشير عرام إلي ان المسلسلات القديمة كانت بها موسيقي تصويرية مميزة مثل رأفت الهجان وليلة القبض علي فاطمة.. وحمادة عزو والمال والبنون وبعض المسلسلات الأخري. نتاج مواقف درامية ويقول د. داود جميعي الأستاذ بكلية التربية الموسيقية إن الموسيقي التصويرية المصاحبة للمسلسلات. إنما هي نتاج مواقف درامية يتأثر بها المؤلف الموسيقي الذي يقوم بإعدادها للعمل حسب ما يراه في السيناريو. وبناء عليه فإنه يتحرك من خلال خبرات عديدة تجعل من الشجرة التي تنبت الثمار حسبما تلقفت جذورها هذا هو المنظور الأكاديمي.. ونظرة إلي مسلسلاتنا وموسيقاها سنجد أن تلك الموسيقي الموضوعة لها حسب أحداثها تعبر في اصابة كثيرة عن حقيقة الحدث إذا كانت نابعة من خلال وجدان المؤلف الموسيقي.. ومن ثم تتوقف المسألة علي محورين أساسيين: إما أن معارفي تكون من خلال خبرات ذلك الموسيقي.. فتكون تقليدية.. أو نابعة من وجدانه فتكون ممثلة للحقيقة وتصل إلي المستمع أو المشاهد حتي تصبح بمثابة الرائحة التي بمجرد أن يشتمها يتذكر الحدث الذي رآه. ثم يضرب لنا د. جميعي مثالا بالموسيقي التصويرية في فيلم »إعدام ميت« ومسلسل »حمادة عزو« والتي وضعها محمود طلعت وليالي الحلمية التي غناها محمد الحلو.. وهي بصمات موسيقية لا يستطيع أحد ينساها. ويؤكد أستاذ الموسيقي ان معظم من يضع الموسيقي التصويرية لا يبذل مجهودا كافيا لتغطية العمل الدرامي، ولذا فإنه يمر مرور الكرام.. وأصبح الموضوع عبارة عن تبادل وتوافيق من الممكن أن يتعامل معها أي شخص لمجرد انه يمتلك كمبيوتر ويجيد التعامل مع برامجه الموسيقية.