قال محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي المعروف، إن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، قال لمحمد مرسي إنه يحاول أن يقضم أكثر مما يستطيع أن يهضم، مشيرًا إلى أن ما حدث فى تركيا من تظاهرات هز الإخوان بشدة. وأوضح هيكل، في حوار مع قناة "سي بي سي" اليوم الخميس، أن الإخوان لا يرغبون أن يفهموا أن إدارة محل تجاري لا يصلح لإدارة دولة، وتساءل: لماذا تصطدم الجماعة دائما مع القوى السياسية فى كل العصور؟. وأوضح أن سبب صدام الجماعة على مر العصور، أن الإخوان فى ذهنهم حلم السلطة ويسعون لهذا الحلم بأقصى سرعة، مؤكدًا أنه قلق من إنكار الإخوان لأخطائهم، وأنه من غير الممكن أن يكون الآخر دائما مخطئا. وأشار هيكل إلى أن مصر تمر بفترة مبشرة جدا لخروجها من مرحلة اللاخيارات إلى حرية الاختيار، مؤكدًا أن الطوفان الشعبى فرض ما لم يكن متوقعا، والبلد فى حاجة للاستقرار وهذا صعب، ولكننا بصدد بناء دولة جديدة، والارتجال لا يصلح. وأكد أن مصر بحاجة لإعلان دستوري ومراجعة الدستور، وتشكيل أقوى وزارة شهدتها مصر على مر تاريخها، مشيرًا إلى أن مصر بحاجة إلى أن تظل القوى الموجودة فى الشارع ولو حتى معنويًا، وأنه يمكن تشكيل مجلس أمناء للثورة لحمايتها، ويجب طمأنة الجميع بمن فيهم الإخوان المسلمين. وتابع: "يجب أن نتجاوز دولة العواجيز، وتحديد السن مهم بهذه المرحلة، ونحتاج رئيس وزراء اقتصادي وعمره لا يتجاوز 65 عامًا، ولابد من تعيين رئيس وزراء شاب وسياسى واقتصادي، ويجب الابتعاد عن الشباب عديمي الكفاءة، مشيرًا إلى أن المشهد حاليا ملىء بالشيوخ". وأوضح هيكل أن هشام رامز، اسم جيد لرئاسة الوزراء، وأنه يجب استدعاء الكفاءات المصرية من الخارج، كما أن محمد العريان يمكن أن يقبل الحضور لمصر كمستشار اقتصادى للرئيس، مؤكدًا أن العواجيز لابد أن يمتنعوا فى الحكومة المقبلة، ونحتاج لخطاب سياسى يحترم العقول. وقال هيكل: رأت العديد من تجاوزات الإعلام، ووصل الأمر إلى أن يسأل البعض عن العلاقة بين رجل وبقرة، والإعلام كان فوة الطليعة فى المقاومة الشعبية، ونحن بحاجة لعيون ساهرة يقظة للمرحلة المقبلة، ومع أنى من أنصار حرية التعبير، لكن يجب أن تعى وسائل الاعلام أنها أمام مسئولية وطن. وحول موقف حزب النور قال هيكل: يمكن أن يكون "النور" جسرًا لإفاقة الاخوان المسلمين، كما أن الأحزاب مكلفة أن تكون سياسية والوطن فى أولوياتها، لأن مصر لا تحتمل أى فشل أو إرتجال ونحن أمام مسئولية وليس حرية الاختيار، وأن فشل المرحلة لا تتحمله مصر ولا العالم العربى والمنطقة بأسرها، مؤكدًا أن مظاهرات 30 يونيو أثبتت أن الوطن غير قابل للموت أو التراجع.