قال إيلي شاكيد، السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إنه "لا يحسد" قيادة مصر في المستقبل، التي سيتعين عليها التعامل مع المشاكل الضخمة التي عجزت جماعة الإخوان المسلمين عن حلها بعد قضائها عاما في سدة الحكم. وقال شاكيد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية اليوم الخميس :"نأمل كثيرا أن يتمكنوا من استعادة القانون والنظام والاستقرار في البلاد". وأوضح شاكيد الذى عمل فى مصر عامى 2004 و2005" لا أحسد القادة المصريين، في الحاضر والمستقبل لأن المشاكل في مصر هي بمثابة مرض مزمن. وهي كبيرة للغاية ومن الصعوبة بمكان بالنسبة لي أن أرى أي نوع من المعجزات يمكن ان تفعله القيادة القادمة لمصر". وفيما يلى نص المقابلة مع وكالة "د ب أ":- د ب أ: في نظرك ماهي أكثر تلك المشاكل ترويعا؟ شاكيد: مساحة مصر تبلغ مليون كيلومتر مربع، ولكن يعيش على 4 في المائة فقط من تلك المساحة (40 ألف كيلو متر مربع أي ضعف مساحة إسرائيل الصغيرة) 90 مليون مواطن إضافة 5ر1 مليون طفل جديد يولد كل عام وهذا في حد ذاته كارثة، فهذا المجتمع من الشباب عاطل عن العمل، فلا توجد وسيلة لتوفير المدارس المناسبة ودور الحضانة ورياض الأطفال والمستشفيات والوظائف بعد التخرج من الجامعة. وبموجب القانون فإنه يتعين على الحكومة أن توظف كل خريجي الجامعات. وهذا يرجع لأيام العصر الاشتراكي في خمسينيات القرن الماضي للرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ولكن في ذلك الوقت كان تعداد مصر 20 مليون نسمة فقط. د ب أ: ما الذي يمكن توقعه من العملية الديمقراطية في مصر؟. شاكيد: لا أعتقد أن الجيش المصري سيمنح فرصة ثانية لانتخاب جماعة الإخوان المسلمين في أي انتخابات ديمقراطية أو غير ديمقراطية تتم في المستقبل وأنا متأكد من أنه لن يسمح للإخوان المسلمين بإنشاء حزب ما، حزب عادي للمشاركة في الانتخابات القادمة. وتاريخيا، ومنذ بداية جماعة الإخوان المسلمين في عشرينيات القرن الماضي منذ أكثر من 80 عاما، والجيش في مصر يقاتل الإخوان المسلمين بقسوة شديدة. وقد تم إلقاء القبض على الإسلاميين الذين رفعوا رؤوسهم كثيرا وإيداعهم السجن فورا، والرئيس المعزول محمد مرسي هو أحد هذه الأمثلة ولن تكون هناك ديمقراطية في الشرق الأوسط لسنوات عديدة قادمة، فالديمقراطية هي عملية لا يمكنك القفز عليها ولكن لابد ان تبنيها من القاعدة. د ب أ: ما هي النتائج المترتبة على التطورات في مصر بالنسبة لإسرائيل؟. شاكيد: لدينا مخاوف بشأن الوضع في شبه جزيرة سيناء بصفة خاصة ولكن ليس فقط في سيناء وهي مسألة أمن لأن المنطقة أصبحت نقطة انطلاق للإرهابيين لشن هجمات ضد إسرائيل وقد عانى الجيش المصري والشرطة في سيناء أيضا من تلك الأنشطة من قبل الجهاديين الدوليين والمتطرفين الذين اتخذوا من سيناء وطنا لهم وهي العملية التي بدأت في أيام مبارك، ولكن اكتسبت زخما في العامين ونصف الماضيين منذ الاطاحة بمبارك ، فهي مصدر قلق لإسرائيل مثلما هي بالنسبة لمصر والآن تريد إسرائيل أن تستعيد مصر القانون والنظام والاستقرار في البلاد بوجه عام وفي سيناء بصفة خاصة ، وهناك مصلحة مشتركة قائمة بين الجيشين الإسرائيلي والمصري. ومن المثير للاهتمام، أن نعرف أنه طوال فترة العامين ونصف العام المضطربة منذ رحيل مبارك، كانت الاتصالات الجيدة والملموسة فقط بين الجيشين.