اتهم تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان الشرطة اللبنانية يوم الأربعاء بتعذيب واغتصاب متعاطي المخدرات والعاهرات والمثليين الذين تحتجزهم. وذكرت المنظمة أنها اكتشفت حالات أجبرت فيها الشرطة محتجزين على اتخاذ أوضاع مؤلمة عدة ساعات، مما أدى إلى إصابتهم بخلع الكتفين وكسر في الأسنان وعظام الأنف ومنعت عنهم الطعام والشراب، واستخدمت معهم ممارسات جنسية عنيفة. أعد التقرير بناء على 50 مقابلة مع اشخاص اعتقلوا خلال السنوات الخمس الماضية بتهم تعاطي المخدرات أو الدعارة أو المثلية الجنسية. وقال رئيس شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة للأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلم عندما طلب منه التعليق على الاتهامات ان الشرطة تدرس التقرير لكي يمكنها الرد بحيادية. وقال نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش ان مثل هذه الانتهاكات لن تتوقف "حتى يضع لبنان حدًا لثقافة الإفلات من العقاب وسط شرطته. واستشهد التقرير برجل قال انه احتجز يومين في مخفر حبيش في العاصمة بيروت في اكتوبر تشرين الاول 2010 بعدما اعتقلته الشرطة عندما لم يجدوا اخاه الذي كانوا يشتبهون في انه يتاجر في المخدرات. وعندما لم يجدوا دليلا غيرت الشرطة الاتهامات الى المثلية الجنسية وهي غير قانونية في لبنان. ونقلت هيومن رايتس ووتش عن الرجل قوله "توسلت إليه أن يتوقف عن ضرب وجهي لكن هذا استفزه أكثر وضربني بمزيد من القسوة، وأرغمني على توقيع اعتراف بممارستي للجنس مع الرجال وهو يكيل لي اللكمات طوال الوقت. ثم جعلني أنزع ثيابي كلها ونظر إلي وقال إنني مخنث وأهانني وهددني." وقالت المنظمة ان الرجل اشتكى لضابط اخر لكنه تعرض للضرب بسلك كهربائي مرة أخرى، وأطلق سراحه بدون اتهامات. وقال 23 شخصا أن الشرطة انتزعت منهم اعترافات بالإكراه البدني والعقلي. وقالت هيومن رايتس ووتش أنه في بعض الحالات فان هذه الاعترافات لم تكن صحيحة. واعتقلت تمارا وهي سيدة متحولة جنسيا بعدما اتهمها الجيران بممارسة الدعارة. ونفت تمارا التهمة. وقالت للمنظمة أنها اخذت هي أيضا الى مخفر حبيش. وقالت تمارا "رأيت دما وأناسا يضربون فاحسست بخوف بالغ. أخذوني الى مكتب وبدأ ثلاثة رجال شرطة في ضربي باللكمات وركلي. "وأخبروني.. انني انكرت تعرضي للجنس الشرجي مع الرجال فسوف يحبسونني. كنت خائفة للغاية ولا اريد التعرض لمزيد من الضرب فقلت أجل على كل شيء، في كل مرة أنكر أمرا يضربونني. ماذا كان بوسعي غير ذلك؟" وادانت محكمة لبنانية تمارا بتهمة "المجامعة على خلاف الطبيعة"، وحكمت عليها بالسجن ثلاثة أشهر.. وقالت هيومان رايتس ووتش أنه بحلول وقت المحاكمة كانت تمارا قد قضت بالفعل خمسة أشهر على ذمة التحقيق.