أثار خطاب الرئيس محمد مرسي الذى ألقاه مساء أمس الأربعاء ردود فعل متباينة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى هناك من أيد الخطاب وما به وهناك من عارضه واعتبره لا يختلف كثيرا عن الخطابات الأخيرة للرئيس المخلوع مبارك. الكاتب الدكتور علاء الأسوانى اعتبر أن الرئيس مرسي فى خطابه حاول تصوير أزمته مع الشعب على أنها مجرد صراع مع الفلول وأن الخطاب يؤكد أن الإخوان يعيشون في عالم افتراضي بعيد عن الواقع تماماً، متسائلا باستنكار " هل 16 مليون مصري وقعوا تمرد بلطجية وفلول"، وأضاف مخاطبا الرئيس "يامرسي كل هذا لن ينفعك أنت فقدت شرعيتك ..سوف ترحل وستحاكم". تابع العضو المؤسس بحزب الدستور قائلا :" مع احترامي لأنصار شفيق أرجو أن يتفهموا أن زعيمهم لم يكن اختيارا ممكنا لكل من اشترك في الثورة.لا يمكن لمن ثار ضد مبارك أن ينتخب مبارك آخر. لم انتخب مرسي وقاطعت ولكن إذا كانت مواجهتي مع شفيق قد أدت إلى سقوطه فأنا فخور بذلك.. فشفيق هو مبارك ولو واجهت شفيق اليوم سأفعل نفس ما فعلته". وأضاف قائلا " الثورة كما افهمها ضد استبداد الإخوان وضد جرائم المجلس العسكري وضد فلول نظام مبارك، يوم 30 يونيو سنسقط حكم الإخوان ولكن ليس لحساب نظام مبارك ". وانتقد الناشط وائل غنيم تلويح الرئيس بسوط المحاكم العسكرية، قائلا "اليوم وأنا أرى جموع المصفقين ورافعي الأيدي انتشاء بعد أن قال الرئيس أنه إذا لم يجرم القضاء العادي من يعارضه، فإنه سيلجأ للقضاء العسكري، أتذكر أن مبارك نفسه لجأ للقضاء العسكري لمحاكمة أعضاء الإخوان بعد أحكام البراءات المستمرة التي حصلوا عليها من القضاء العالي،وكما قلت سابقا: يبدو أن مشكلة البعض لم تكن في الديكتاتورية، مشكلتهم الوحيدة كانت أن الديكتاتور ليس من أهلهم وعشيرتهم". وتساءل غنيم مستنكرا "هل هناك خطاب سياسي يقوله رئيس جمهورية مصر يُلوح إلى أسماء مورّدي بلطجية بأسماء عائلاتهم؟ طيب هو مش الرئيس القائد الأعلى للشرطة؟ وهو اللي معين النائب العام؟ ميخلي النائب العام يصدر أمر ضبط وإحضار ويتم القبض عليهم من الشرطة متلبسين بالترتيب مع البلطجية؟ هل فيه رئيس جمهورية يقول: "فودة وعاشور وواحد في المعادي"؟. كما انتقد غنيم اتهام الرئيس المباشر بالتزوير والفساد لأحد القضاة وذكره بالاسم دون تقديم الأدلة على ذلك أو إجراء تحقيق ومحاكمة له، وكذلك حديث الرئيس عن الدين الخارجى، مضيفا " الرئيس تحدث في خطبته عن الدين الخارجي منذ عهد عبدالناصر حتى قبل وصوله للسلطة وأنه وصل إلى 33.75 مليار دولار أمريكي قبل يونيو 2012، ونسي الرئيس أن يخبرنا كمصريين عن حجم الدين الخارجي بعد توليه الحكم حيث وصل إلى 44 مليار دولار في شهر يونيو، 2013.أي أن مصر في حكم الرئيس مرسي استدانت من الخارج بما يعادل 30% من إجمالي قيمة الديون الخارجية التي كانت مستحقة على مصر في عشرات السنوات الماضية". ومن جهته شبّه الحقوقى جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الرئيس مرسي أثناء إلقائه لخطابه بالرئيس السابق حسني مبارك، حين كان يلقي خطاباته، قائلا "أن الحاضرين يصفقون لمرسي كما كان يصفّق أعضاء الحزب الوطني المنحل، للرئيس السابق، والذي كان ينطلق بمجرّد أن يتلقّى شباب "جمعية المستقبل" التابعة لجمال مبارك، الإشارة ليبدأوا الهتاف فيفعلوا"، واصفا الهتاف بكونه خال من الصدق والروح. أضاف عيد قائلا "لا تقل دم الشهيد في رقبتي، قل: دم الشهدا على يدي.. رئيس فخور بأنه يعلم عن بلطجية في أحياء مختلفة ،ويتجاهل مواطنين مصريين شيعة قتلهم بعض من ينتمون لتياره ..رئيس لا نثق فيه ، رئيس سقط من نظرنا". بينما قال الكاتب الصحفى بلال فضل" وهو يا دكتور مرسي الراجل الشايب اللي هو انت مش عيب يكذب برضه ويخلف في وعوده ولا دي ماخدتوهاش في الإخوان؟". ووصف البرلمانى السابق مصطفى النجار خطاب مرسي بخطاب الرحيل وانتهاء المستقبل السياسي لجماعة الإخوان، مضيفا "يلفظ التاريخ الفشلة والعجزة والمنفصلين عن الواقع ... الشعب سيقول كلمته". واستنكرت الناشطة نوارة نجم تهديد الرئيس باللجوء لللقضاء العسكرى ، مضيفة "ده قالك اللي حيشتمني حاقدمه لمحاكمة عسكرية.. طب حتجيب سجون عسكرية لتسعين مليون منين؟." ومن جهتها أعربت الناشطة أسماء محفوظ عن دهشتها من المعلومات التى كشف عنها الرئيس حول البلطجية دون إلقاء القبض عليهم حتى الآن ، مضيفة "طيب بما إن مرسي بقى عارف أسامي ممولين البلطجية ووزير الداخلية ورجالته مبيناموش .... مقبضتش عليهم ليه؟؟؟ يبقى مين المتأمر ضد مصر بقى يامرسي؟ مين اللي قتل الجنود على الحدود". وسخرت من دعاوى مؤيديه حول تآمر وزارة الداخلية ضده، مضيفة " أهو مرسي اعترف وقال إن الشرطة معاه والوزير برجالته مبيناموش لكن المسئولية كبيرة ... مسمعش بقى حد من أهله يقولي الشرطة متآمرة ضده . على جانب آخر اعتبر د.إيهاب مسلم، استشاري الإدارة والتسويق، وأحد أبرز مؤيدي الرئيس مرسي على "تويتر" أن الرئيس خلال خطابه امتلك انجح لغة جسد خلال عام، معتبرا أن الخطاب سيكون بداية نهج التطهير الثورى والتخلى عن الأسلوب الإصلاحى البطئ، مضيفا " ومتوقع نتائج سريعة". واعتبر د.محمد الجوادى أن الخطاب جمع بين المتعة والفكر كما جمع بين التهديد والشكر، وأن خطاب مرسي أمس هو خطاب ترشيحه للدورة الرياسية القادمة 2016/2020، مضيفا "خطاب مرسي اظهر 3 حاجات لم تكن معروفة عنه: النفس الطويل والكف السابق والقدم الثابت".