تسبب حجر طائش في اشتعال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، في حي الأربعين بمدينة السويس، حيث أدى استخدام الشماريخ وزجاجات المولوتوف في نشوب عدة حرائق في الحي الذي يضم معظم سكان السويس. وبدأت المظاهرة أمام مشرحة السويس ظهر اليوم، قادها أهالي الشابين اللذين توفيا إثر إصابتهما في مظاهرات أمس الثلاثاء، وانضم المئات للمظاهرة التي استمرت لمدة 3 ساعات وضمت عشرات السيدات ربات البيوت لتقع مصادمات محدودة، وتنتقل إلى ميدان الأربعين حيث أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي وأطلق المتظاهرون الشماريخ التي يستخدمها جمهور كرة القدم. وبعد صلاة المغرب توافد المتظاهرون على ميدان الإسعاف أمام المشرحة حيث تم إغلاق الميدان بالكامل وهو ما أصاب المدينة بأكملها بالشلل وخلت شوارعها، واستمرت الهتافات التي يطلقها متظاهرون جدد ليس من بينهم نشطاء الأحزاب، وحاول البعض الهروب من الميدان بالدخول للشوارع الجانبية وهو ما منعته قوات الأمن. ومع ارتفاع حدة هتافات المتظاهرين ألقي مجهول حجر من شارع جانبي بعيدا عن المتظاهرين والشرطة لتشتعل في هذه اللحظة المواجهة بين المتظاهرين والشرطة، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة على أفراد الأمن، والذين ردوا بإلقاء الحجارة، ومع أول طلقة قنبلة مسيلة للدموع غطى الدخان الميدان والشوارع الجانبية. ومع خلو كامل بالشوارع سوي المتظاهرين والشرطة اشتعل الحريق الأول بحديقة مسجد الأربعين بعد تبادل الاشتباكات بين المتظاهرين وفرق الأمن ليشتعل بعد ذلك أحد الأبراج السكنية ويندلع في الوقت نفسه حريق آخر بعمارة مجاورة وتندفع نيران شماريخ المتظاهرين إلى قسم شرطة الأربعين ليستمر الموقف حتى مساء اليوم وسط مزيج من أصوات القنابل وسحب الدخان. وأصيب بعض المواطنين بحالات إغماء وهم في منازلهم بمناطق البدوي وابن الجراح وصدقي، وفشلت سيارات الإسعاف في الوصول لهم، كما أسفر ذلك عن أضرار كبيرة للعديد من السيارات وعدد من الصيدليات وأعمدة الإنارة بالشوارع في حي الأربعين. وأسفرت المظاهرات التي وقعت أمس واليوم عن مقتل اثنين، وإصابة عشرات من المواطنين كما أصيب العديد من ضباط وأفراد الشرطة، كما أصيب المئات بالإغماء والاختناقات بسبب القنابل المسيلة للدموع.