قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام والخبير السياسي، " علينا أخذ نفس عميق وألا ننزعج مما شهدته مصر من احتجاجات"، فمعناه وجود حراك سياسي، لافتا إلى أن المشاركين مثلوا ربع سكان مصر وتراوحت أعمارهم بين 18 و20 سنة. وهو ما يعني بالنسبة له، عدم القدرة علي إقناعهم بالتطور التاريخي، بما يتطلب ضرورة مراجعة الدولة لطرق تعاملها مع الجيل الجديد بحيث لا تتناقض مع طموحاته. وقال سعيد، خلال قراءته لأحداث الاحتجاجات التي شهدتها مصر أمس "الثلاثاء"، لبرنامج" مصر النهاردة" علي الفضائية المصرية، أن المتظاهرين لم يرفعوا لافتة واحدة تتكلم عن البطالة لكن، تكلموا عن الظلم والفساد والعدالة الاجتماعية وكلها" شعارات العامة"، مشيرا إلى أن هؤلاء الشباب لا يريدون فرصة عمل عادية لكنهم، علي حد قوله، يريدون عمل بأجر كبير يضمن له حياة كريمة كأي شاب في العالم. أضاف رئيس مجلس إدارة الأهرام: المظاهرات لا تحدث فجأة ومع "كل الاحترام" لحكومة الدكتور نظيف إلا أنها" فقدت قدرتها علي إلهام الناس بأفكار جديدة". وتابع قائلا: الحكومة قادرة على حل المشكلة بتعيين كل الشباب بمرتبات لا تتجاوز 50 جنيهًا، وهو ما يعني التراجع عن الإصلاحات الإقتصادية التي حققناها خلال السنوات الماضية. وتابع: هذا الشباب لا يريد فرصة عمل فقط وإلا تمَّ حلها..الشباب من حقه العمل بوظيفة منتجة يحصل خلالها علي مرتبات تسمح له بالحياة الكريمة"المستورة" ولكن، الحكومة" فقدت" الكثير من رحيقها، ومنذ الأزمة الإقتصادية العالمية وفكرة تخطيتها بسلام جعلتنا نقف في موضعنا، وما حدث اليوم هو بمثابة جرس إنذار مهم، علي حد قوله، لأنه لا توجد نقطة يقف عندها الإصلاح السياسي والاقتصادي في المجتمع. أوضح الدكتور عبدالمنعم سعيد، خلال قراءته التحليلية لما حدث أمس، أن الساحة السياسية في مصر منذ عام 2005، تشهد مدربين على طرح مطالبهم من خلال الشارع لكن، المفاجأة هذه المره إنضمام طائفة السياسيين التقليديين أمثال" أيمن نور ورامي لكح ومحمد عبد القدوس" وكل منهم معه مجموعة نحو 700 فرد وبعد ذلك انضمت لهم جماعة الإخوان المسلمين في الرابعة عصرا. واستدرك قائلا: الخطأ هنا، أننا لم نقدر أن الإخوان في موقف يتحينون فيه الفرصة للرد علي عدم تحقيقهم نتائج في الانتخابات التشريعية، فضلا عن وجود قوي خارجية لا تريد لمصر اكتشاف باقي تفاصيل المخطط الإرهابي الذي أحبطته بعد التفجير الواقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وقال" طبيعي أن يأتي ناس ليس لهم أي قيمة سياسية في المجتمع وتحاول أن ترث ذلك النشاط". وحمَّل سعيد، جزءًا كبيرًا من مسئولية مع حدث إلى الحكومة والأجهزة المعنية لأنها لم تواجه بشكل مباشر كل من يعمل علي تقسيم الأمة علي أساس عرقي أو طائفي، علي حد قوله، لافتا إلى أن مصر هي الوتد الحقيقي في المنطقة ولديها دائما القدرة علي مراجعة الذات. وتابع قائلا: آن الآون لتسمية كل شىء بمسماه الحقيقي، واليوم مثلا يكون عندك جزء من الحراك السياسي فيستخدمونه كثورة جديدة تحدث في مصر، وأقول إن هذا لن يحدث، والعصب الأساسي للشعب المصري يدرك تمام أنهم يريدوا مصر أفضل مما هي عليه. وتسأل رئيس مجلس إدارة الأهرام، عن الشكل الذي نريده لمصر، لافتا إلى أن رحيق الحكومة الذي بدأ في عام 2005 بدأ يشحب، مستشهدًا بتصريحات الحكومة الدائمة حول هدفها في تحقيق معدل نمو قدره 8% دون تحديد كيفية تحقيقه، ودون دعوة الشباب إلي المشاركة فيه. وحول علاقة الحزب الوطني الحاكم بباقي الأحزاب والقوي السياسية قال سعيد: أرى أن الخيوط القائمة، بين الحزب الوطني والأحزاب الأخري لم تكن متصلة خلال المرحلة الماضية، وخاصة عقب الانتخابات. وهناك جهود بذلت في هذا المجال لكنها لم تكن كافية، وتكون ما أسميته" تحالف مدني" وهو من حاول استثمار الحراك السياسي وإدخال عليه الفوضي. وأوضح سعيد أن الحوار بين الحزب الوطني وباقي الأحزاب، لم يمض بخطي سريعة وهو ما خلق، علي حد قوله، فجوة وفراغًا سياسيًا داخل المجتمع وحصل إنشقاق سياسي بين القوي السياسية المختلفة، لم يعالج بحكمة.