أكد خبراء وسياسيون أهمية التوافق الوطنى للدفاع عن المصالح القومية والحيوية لمصر وأهمية وجود رؤية وسياسة استراتيجية فى التعامل مع القضايا الخارجية ولاسيما قضية مياه النيل. كما أكد هؤلاء الخبراء على الارتباط الوثيق والعلاقة المحورية بين قضايا الخارج المصرية وقضايا الداخل من الناحية الاستراتيجية. وحذر الخبراء من تداعيات التأثيرات السلبية على مصر وحقوقها فى مياه النيل جراء بناء سد النهضة فى إثيوبيا. واقترحوا أن يقوم المركز باصدار كتيب للاسترشاد به حول قضايا مياه النيل وتوزيعه على وسائل الإعلام والرأى العام لتوضيح الموقف المصرى من حقوقه فى مياه النيل. جاء ذلك فى ورشة عمل نظمها اليوم المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط حول العلاقات المصرية الإثيوبية. وأكد رئيس المركز الدكتور محمد مجاهد فى بداية ورشة العمل أهمية اعتبار أن العلاقات المصرية الإثيوبية جزء من العلاقات المصرية الإفريقية وأنه من المهم أن تكون هناك تفاهمات بدلا من التصادمات. واستعرض العلاقات المصرية الإفريقية منذ الستينيات وهي فترة التحرر الإفريقي، وقال إن مصر فى السنوات الأخيرة غابت عن إفريقيا. وأشار إلى أنه فى فترة الغياب وجدنا حضورا إيرانيا فى إفريقيا يستهدف بالأساس مصر وتقليص دورها كما أن هناك حضورا خليجيا وأنه وإن كان ليس موجها ضد مصر إلا أنه يسحب من رصيدها ودورها ولاسيما فى دول حوض النيل. وتساءل: هل بناء سد النهضة فى إثيوبيا سيؤثر على حقوق مصر فى مياه النيل وهى حقوق تاريخية مكتسبة على مدار التاريخ؟ وأشار إلى تصاعد دور إثيوبيا فى منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل. ونبه السفير عبد الرءوف الريدى رئيس شرف المجلس المصرى للشئون الخارجية إلى حقيقة أنه من ناحية الأمن القومى والسياسة الخارجية المصرية هناك علاقة وارتباط مع قضايا الداخل وأنه من الناحية الاستراتيجية كلما ضعفت مصر من الداخل ضعفت خارجيا. وأكد على ضرورة المعالجة الاستراتيجية لقضية مياه النيل وحقوق مصر الثابتة فى مياه النيل وأنه يجب أن نعتبر أن القضية الحيوية المصرية اليوم هى قضية مياه النيل فهى قضية حقوق أصيلة لشعب مصر. واستعرض الدكتور محمد سلمان طايع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة واقع ومستقبل العلاقات المصرية الاثيوبية وتحدث عن أهمية تفعيل دور القوى الناعمة فى هذا الصدد مثل الإعلام والدبلوماسية الشعبية، كما تحدث عن ضرورة تفعيل العلاقات السياسية بين مصر وإثيوبيا فى إطار التعاون والشراكة ذات المنافع المتبادلة وإقامة مشروعات مشتركة. واقترح إنشاء مركز اعلامى مصرى فى إثيوبيا لتوضيح وجهة النظر المصرية إعلاميا لدى الشعب الإثيوبى، معتبرا أن المشكلة مع إثيوبيا هى مشكلة سياسية.