قالت هيئة قناة السويس المصرية، إن معدلات مرور ناقلات النفط بالقناة ارتفعت بنسبة 10%، خلال شهر أبريل الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، فيما أرجعه مسئولون ومحللون في قطاع النقل الدولي، إلى بدء موسم التعاقدات بين الدول المستوردة والمصدرة للنفط. وقالت الهيئة في تقرير لها حول حركة الملاحة، وفقا للموقع الرسمي لرئاسة الوزراء في مصر اليوم الثلاثاء، إن حمولات ناقلات النفط بلغت خلال أبريل الماضي 12.1 مليون طن، مقابل 11 مليون طن خلال نفس الشهر من 2012. وأضافت أن متوسط المرور اليومي لناقلات النفط بلغ 403 آلاف طن يوميا، مقابل 367.3 ألف طن خلال أبريل من العام الماضي. وقال حمدي البرغوثي، خبير النقل الدولي في مصر، إن زيادة معدلات حركة النفط المارة بالقناة يرجع لبدء موسم التعاقدات بين الدول المستوردة والمصدرة للنفط شمال وجنوب الممر الملاحي. وأضاف البرغوثي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء، أن حجم الطلب على النفط الخليجي، الذي يمر عبر قناة السويس يرتبط بحركة الإنتاج في دول أوروبا في الفترة الحالية والتخزين الاحتياطي لمواجهة موجات البرد في الموسم القادم لأغراض التدفئة. وقال إن الطلب الأوروبي على النفط، يتزايد مع انتهاء فصل الربيع وحتى أواخر فصل الصيف لعمل تخزين احتياطي تدريجي لمتطلبات التدفئة. وقناة السويس التي يبلغ طولها 192 كيلومترا (120 ميلا) هي أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا، إذ تختصر 15 يوما من زمن الرحلة في المتوسط. وتمثل إيرادات قناة السويس أكثر من 10% من واردات العملة الصعبة، ومع تراجع احتياطي النقد الأجنبي بمصر إلى 14.4 مليار دولار بنهاية أبريل الماضي، تبرز أهمية قناة السويس وأدوات تعظيم إيراداتها. وقال محمود رزق، نائب مدير التخطيط والبحوث في هيئة قناة السويس في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء: "قناة السويس ممر ملاحي عالمي يتأثر بحركة التجارة العالمية ومعدلات النمو الاقتصادي في العالم". وأضاف رزق: "هناك تعاف نسبي من آثار الأزمة المالية العالمية، يتوقع أن تظهر ملامحه جليا بداية العام المقبل وهو ما سيؤدي لزيادة حركة الإنتاج، وبالتالي ارتفاع الطلب على النفط وانتعاش حركة التجارة العالمية والنقل البحري". وقال إن المؤشرات تؤكد أن هناك تحسنا تدريجيا بدأ في شهري مارس وأبريل الماضيين في أعداد وحمولات ناقلات النفط المارة بالقناة. وتعد ناقلات النفط العميل الثاني لقناة السويس، بعد سفن الحاويات المارة بقناة السويس. ورفعت السلطات المصرية بداية مايو الجاري، رسوم المرور عبر قناة السويس بنسبة 5% لجميع أنواع السفن والناقلات المارة بالقناة، بهدف تعزيز الإيرادات، التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في مصر. وعبرت قناة السويس نحو 3639 ناقلة نفط بحمولات 140.8 مليون طن في العام الماضي، بزيادة نسبتها 22% عن العام السابق 2011.