انتقد فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر الحادث الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية، مؤكدًا أن من قام بهذا العمل لا يمكن أن ينتسب إلى الإسلام، كما انتقد موقف الدول الأوربية من الحضارة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الحضارة الأوروبية تقوم على عقل بغير قلب، مطالبا بعودة الحضارة الأوروبية إلى بعدها الإيماني والروحي كما كانت في سابق عهدها. جاء ذلك خلال لقائه مساء اليوم بفضيلة الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بمشيخة الأزهر. من جانبه عبر شيخ الأزهر عن سعادته بتصريحات رئيس وزراء المجر، التي تكشف وجود سياسيين غربيين يدركون أهمية الأبعاد الدينية والحضارية والأخلاقية للحضارة الأوروبية مؤكدًا أنه يجب أن تستعيد الحضارة الأوروبية قلبها. وأشاد رئيس الوزراء المجري بدور الأزهر الشريف في تعليم العديد من المستشرقين المجر الذين التحقوا للدراسة بالأزهر الشريف وتخرجوا منه، ودورهم البارز في إثراء الحياة الفكرية في بلاده. وأوضح الدكتور أحمد الطيب أن أولويات الأزهر الشريف خلال المرحلة المقبلة تتركز حول تأكيد الوحدة الوطنية في الداخل، وتحقيق التضامن بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وتأكيد السلام العالمي بين الناس جميعا، مصداقا لقول الله تعالي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". وأشار شيخ الأزهر إلى أن الإسلام برحمته يشمل جميع الكائنات ويحرم قتل النفس، ولا يمكن أن يسمح بعمل يستهدف الأديان، وأن المعابد سواء كانت كنائس أو مساجد لها في الإسلام حرمتها وقدسيتها، وأن نتائج التحقيقات في حادث الإسكندرية جاءت لتؤكدانه تم بأيد غير مصرية. ووجه رئيس وزراء المجر، الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي الدعوة لشيخ الأزهر لزيارة المجر خلال النصف الأول من العام الجاري.