استكملت اليوم الأحد محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة فى التجمع الخامس، برئاسة المستشار عدلى فاضل، نظر ثانى جلسات محاكمة كل من إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، ورجل الأعمال الهارب مجدى راسخ. وكذلك كل من عزت عبدالرءوف عبدالقادر، رئيس قطاع الشئون التجارية والعقارية بهيئة المجتمعات العمرانية سابقا، وفؤاد مدبولى وحسن خالد فاضل ومحمد أحمد عبدالدايم، نواب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية السابقين، فى قضية "سوديك" المتهمين فيها بإهدار مليار و200 مليون جنيه من المال العام. حضر إبراهيم سليمان إلى مقر المحكمة قرابة الساعة الثانية عشرة قبل بدء الجلسة بعدة دقائق، وبدت على وجهه علامات السعادة، لتهافت كاميرات المصورين عليه لالتقاط صور له خلال جلوسه فى مقاعد الجمهور داخل القاعة، قبل أن يقوم حرس المحكمة بإدخاله وباقى المتهمين المخلى سبيلهم إلى قفص الاتهام. وطلب جميل سعيد، محامى إبراهيم سليمان، من المحكمة، فض الأحراز والاطلاع عليها والتصريح لهم بصورة رسمية من محضر تفريغها، وتقدم حسنين عبيد بمذكرة بطلبات أخرى، وعقب الدكتور اسامة عبيد، على حكم محكمة النقض القاضى بإعادة محاكمة ابراهيم سليمان، بأن حكم الإدانة الملغى قد تضمن خطأ قانونيا فيما يتعلق بقيمة الغرامة، حيث قضى على المتهمين برد 990 مليون جنيه إلى خزينة الدولة، بينما يتجاوز قيمة المبلغ المنسوب لرجل الأعمال الهارب مجدى راسخ اتهامات التحصل عليه. وقال دفاع عبدالرءوف الحاج إنه لم يتمكن من التحصل على صورة رسمية من موضوع تعديل عقد الأرض محل الاتهام، وطلب تكليف النيابة العامة بإحضار المستندات الصادر الأمر بضمها من جهاز مدينة الشيخ زايد والهيئة العامة للمجتمعات العمرانية الجديدة، وتمسك بطلب ندب اللجنة الهندسية لإعادة فحص ملف الأرض موضع الاتهام، بينما أبدى دفاع باقى المتهمين استعدادهم للمرافعة، وعدم وجود طلبات لهم. ثم قام رئيس المحكمة بفض الأحراز، وتبين أنها تحتوى على مستندات مقدمة من جهاز مدينة الشيخ زايد عبارة عن مستندات وتوكيلات الشركات، ومظروف مدون عليه "من الجهاز المركزى للمحاسبات ومكتب النائب العام". تضمنت الأحراز عقد بيع ابتدائيا للأرض ومخاطبات بشأنها، وحافظة داخل مجلد عليه شعار هيئة المجتمعات العمرانية مدونا عليها ملف مجدى راسخ، وملفا مقدما من النيابة العامة إلى لجان الفحص، ومستندات من هيئة المجتمعات وشركة الأهلى للمجتمعات العمرانية، وشركة الأهلى والشركة العربية للتنمية، وصورة ضوئية من عقد ابتدائى رقم 61 لسنة 2008 محرر بين الدكتور فتحى سعد الدين محافظ الجيزة ورجل الأعمال صلاح الدين دياب. كما تضمنت الأحراز عقد بيع ابتدائيا محررا بتاريخ 15 يناير 1992 بين الهيئة وشركة السادس من أكتوبر للاستثمار والتى يمثلها صفوان أحمد سالم، ومكاتبات بين شركة سوديك ووزير الإسكان وقرارات وزارية، ومذكرة توضيحية باختصاصات اللجنة المقدمة من فؤاد مدبولى، وحافظة مستندات مقدمة من محامى المتهم الأول فى مارس 2012، وصورا طبق الأصل من خرائط شركة سوديك وأخرى من مالك الشركة العربية للاستثمار، وحافظة مستندات بالتقرير المشترك المعد بين خبراء الإسكان والجهاز، ومذكرة من خبراء جهاز الكسب غير المشروع والأموال العامة. وطلب حمادة شعبان المدعى بالحق المدنى التصريح له باستخراج صورة رسمية من المذكرة المقدمة من المستشار القانونى إلى وزير الاسكان، يوصى فيها بإيقاف رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد عن العمل لتقديمه مستندات مزوَّرة وغير صحيحة إلى النيابة العامة بشأن موضوع القضية، والتصريح له باستخراج شهادة من نيابة استئناف القاهرة تفيد بالتحقيق مع رئيس جهاز المدينة فى هذا السياق. كانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية فى ختام تحقيقات نيابة الأموال العامة العليا، والتى نسبت إليهم تهم التربح وإهدار المال العام وتربيح الغير، وذلك عن طريق تخصيص أراضى الدولة بأسعار زهيدة لشركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار "سوديك" المملوكة لرجل الأعمال مجدى راسخ على نحو أضر بالمال العام بما قيمته 970.7 مليون جنيه، فضلا عن التصريح له ببيع مساحة مليون متر من هذه الأرض للغير على خلاف القواعد المقررة قانونًا، بما ربحه بمبلغ مالى آخر مقداره 81 مليون جنيه.