تكشف خطوة تصعيد جماعة "الإخوان المسلمين"، لأحمد أبو هيبة لرئاسة قناة "مصر 25"، على حساب حازم غراب عن استراتيجية إخوانية جديدة للتعامل مع وسائل الإعلام، وخاصة بعد انخفاض معدلات المشاهدة للقناة الرسمية للإخوان. ويذكر أن الجماعة بعد افتتاح قناة "مصر 25"، استعانت بأبو هيبة لتطوير محتوى القناة الإعلامي سواء على مستوى محتوى البرامج أو توزيعها ونوعيتها وقد نجح أبو هيبة في تطوير القناة وانعكس ذلك على ارتفاع معدلات المشاهدة. ورغم هذا النجاح، فإن أبو هيبة تعرض لحملة شرسة من القواعد التنظيمية للجماعة بسبب محتوى البرامج الأمر الذي أجبر القائمين على إدارة القناة، بتوجيهات من المهندس خيرت الشاطر الرجل الحديدي للجماعة على تحجيم دور أبو هيبة، وتفويض مهمة إدارة القناة لغراب. وتضمنت أهم الانتقادات التي وجهت لأبو هيبة أنه سمح للسافرات بالظهور على القناة الرسمية للإخوان بالإضافة إلى استضافة ضيوف ينتقدون الجماعة ومواقفها السياسية.. وهذا أمر غير مقبول وخاصة أن الجماعة أطلقت هذه القناة لتعبر عن وجهة نظرها الأمر الذي يحتم أن تلتزم حرفيًا بمبادئ الإخوان وتعاليم الإسلام مهما كانت الانتقادات الموجهة لها. وتوصل المهندس الشاطر بمعاونة أحد رجاله بمكتب الإرشاد، وهو الدكتور حسام أبو بكر مسئول قطاع القاهرة الكبرى بالجماعة والمسئول عن اللجان الإعلامية والسياسية لنتيجة حتمية تتمثل في أن القواعد التنظيمية للإخوان لن تقبل أن تستضيف قنوات الجماعة التي تمول من "سهم الصدقة"، التي يدفعوها أبناء الإخوان من رواتبهم بشكل شهري ضيوفًا ينتقدون الجماعة أو السماح بتقديم برامج تتعارض مع ما تربوا عليه. وفي هذا السياق، كانت الجماعة بصدد إطلاق 6 قنوات إعلامية جديدة تستهدف مخاطبة كل قطاعات الشعب المصري إلا أن تراجع معدلات المشاهدة بعد الالتزام برؤية القواعد التنظيمية للإخوان دفعهم لإعادة التفكير في مدى جدوى إطلاق هذه القنوات الإعلامية وقدرة هذه القنوات على المنافسة في السوق. كما أن المهندس الشاطر والدكتور حسام أبو بكر بالتعاون مع فريق بحثي كبير من أبناء الإخوان والمحبين والمؤيدين للجماعة توصلوا بعد الصدام العنيف مع بعض القنوات الفضائية لنتيجة مفادها أن محاولة تحجيم هذه القنوات لن تجدي نفعًا بل قد تتسبب في ارتفاع معدلات المشاهدة وتكسبها قدرة أكبر على التأثير في الرأي العام الأمر الذي استدعى ضرورة وضع استراتيجية جديدة تقوم على تقديم وسائل إعلام سواء على المستوى الفضائي أو الإلكتروني قادر على المنافسة. ونجحت "بوابة الأهرام"، في التعرف على ملامح هذه الاستراتيجية الجديدة من خلال مصدر إخواني، طلب عدم ذكر اسمه، وتنقسم هذه الاستراتيجية إلى قسمين الأول هو اختراق القنوات الإعلامية التي تسبب الإزعاج للجماعة من خلال تحول بعض رجال الأعمال المحسوبين على الإخوان إلى رعاة لبعض البرامج المهمة في هذه القنوات المثيرة للقلق -حسب تعبيرهم- للتأثير بشكل أو بآخر على محتوى هذه البرامج وتهدئة نبرة انتقادها للإخوان وللدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، وللحكومة المحسوبة على الجماعة بشكل أو بآخر. إلا أن هذا الجزء من الخطة لم يكلل بالنجاح حتى الآن، وذلك لإدراك هذه القنوات الغرض من عروض الرعاية التي تقدم بها بعض رجال الأعمال المحسوبين على الإخوان ورفضهم لها ووقوف رجال أعمال يتمتعون بثقل مالي كبير وتوجه يتعارض مع الإخوان وراء هذه القنوات. وتمثل الجزء الثاني من الاستراتيجية الإعلامية الإخوانية، حسب المصدر الإخواني، في إطلاق قنوات إعلامية من خلال التمويل غير المباشر بجعل أحد الشركاء بهذه القنوات إخوانيًا للتأثير على محتوى هذه القناة وجعلها تنحاز لرؤية الجماعة سواء الحزب أو الجماعة أو الرئاسة أو الحكومة بشكل مهني مع السماح لوجود هامش من المعارضة كي تكتسب هذه القنوات مصدقية، وخاصة أن الإخوان استفادوا من وجود أحد القنوات الفضائية المعروفة وانحيازها لهم في اللحظات الحاسمة. وأجمع الفريق البحثي الذي عكف على تطوير هذه الاستراتيجية على أن هذه القنوات ستكون قادرة على المنافسة في السوق، وخاصة لتلك القنوات التي تعارض حكم الإخوان، وبذلك تنجح الجماعة في الحد من تأثير تلك القنوات على الرأي العام بخلق قنوات إعلامية ذات مصدقية بالإضافة إلى أن القواعد التنظيمية لن تصب عليها نقمة غضبهم لسماحها بوجود هامش من الانتقاد للجماعة واختلاف محتوى بعض البرامج عن ما تربوا عليه كالسماح بظهور السافرات وتقديم برامج فنية ومسلسلات وغيرها من المحتوى الذي ربما ترفضه القواعد التنظيمية للجماعة. واختتم المصدر سرده لاستراتيجية الجماعة الإعلامية بالتنويه إلى أن سؤالًا طُرح حول هل اختلاف المحتوى الذي قدمه أبو هيبة في قناة "مصر 25"، كان السبب في ارتفاع معدلات المشاهدة أم أن حداثة القناة ورغبة المواطن العادي في متابعة ما تقدمه قناة الإخوان هو السبب في ارتفاع معدلات المشاهد الأمر الذي دفع القائمين على الجماعة لتصعيد أبو هيبة لاختبار الجزء الثاني من الاستراتيجية، وهل نوعية المحتوى هي العامل المؤثر أم الشخصيات الإعلامية البارزة أم أن دور القنوات الفضائية وتأثيرها كان بسبب الثورة؟. وفي هذا السياق شدد المصدر على أن اختبار نسب معدلات المشاهدة خلال إدارة أبو هيبة سيكون المحرك الأساسي لتفعيل هذه الاستراتيجية الإعلامية الجديدة، مشيرًا إلى أنه في حالة نجاح أبوهيبة في الارتفاع بمعدلات المشاهدة، فإنه من المتوقع أن يقف بعض رجال الأعمال المحسوبين على الإخوان وراء 2 من القنوات الفضائية على الأقل، سيتم إطلاقهما مع انتخابات مجلس النواب المقبلة لتحقيق ما تعتبره الجماعة توازن في الأطروحات الإعلامية والتأثير على الرأي العام لصالحها.