بالأمس أطفأت شعبة الإعلان بغرفة الطباعة باتحاد الصناعات جميع أنوار إلإعلانات بالقاهرة ، كنوع من الاحتجاج السلمي على الحملة التى وجهها لهم الدكتورعبد العظيم وزير محافظ القاهرة وعلاء فهمي وزير النقل بإزالة الإعلانات الخارجية "الأوت دور" من شوارع المحافظة . كانت محافظة القاهرة قد قررت إزالة جميع الإعلانات بالمحافظة ،بدعوي إظهار الشكل الحضاري للقاهرة الخديوية ، وبعد أن تم أخطار شركات الدعاية والإعلان بالقرار فى منتصف شهر ديسمبر الماضى مما دعى أصحاب الشركات لإقامة دعوى قضائية ، كان من المفترض أن يتم الحكم فيها يوم 18 يناير الجارى إلا أنه تم تأجيلها إلى جلسة 8 فبراير القادم . يرى الدكتور طارق زيدان ،عضو مجلس إدارة الإتحاد المصري للإعلان، أن الحملة التى شنتها المحافظة ضد شركات الإعلانات ستؤدي إلى تدمير صناعة الإعلان فى مصر، قائلا :إن وزير النقل قرر إزالة جميع الإعلانات من جميع طرق مصر بحجة أن 70% من حوادث الطرق سببها الإعلانات رغم أن هناك دراسة من مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحدثت عن حوادث الطرق وأسبابها ولم تقترب بأى شكل من الأشكال من الإعلانات. وقال زيدان :إن الإزالة تتم بنوع من التحايل فالإعلانات مقامة منذ سنين طويلة بترخيص من الهيئة العامة للطرق والكباري ،مقابل أصول تجديد سنوية فنقوم بدفع الرسوم وتجديدها ".ولكنهم قاموا هذه المرة بإرسال خطابات لنا يطالبونا برسوم التجديد ومديونيات الشركات ، وعندما ذهبنا للدفع رفضوا الاستلام ، ثم أرسلوا لنا إنذارا ثانيا ، فشعرنا بأن هناك تدبيرا لأمر ما ، فقامت كل شركة بإرسال شيكات التجديد بمبلغ 500 ألف جنيه لرئيس الهيئة العامة للطرق والكباري على يد محضر ، وبالرغم من هذا أصدر قرار الإزالة مدعيا بأننا لم نسدد الرسوم المستحقة". وحسب تأكيد أعضاء شعبة الإعلان ، فإن قرار المحافظ أدى إلى توقف حركة بيع الإعلانات على مستوى الجمهورية ، كما يؤكد زيدان واصفا ما يحدث بأنه تدمير لاستثمارات تتجاوز 3 مليار جنيه ، إضافة إلى تشريد 35 ألف عامل متخصص يعملون فى مجال صناعة الإعلان فى 130 شركة ويرى زيدان أن قرار الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة بإزالة الإعلانات من فوق العقارات بالمناطق التراثية المتميزة والتي تحجب الرؤيا وتشغل الفراغ العمراني ابتداء من شارع رمسيس وميدان التحرير مروراً بميادين الشهيد عبد المنعم رياض وميدان الإسعاف وصولاً لميدان العباسية التابع لحى الوايلى ، والتى تم إزالة معظمها بالفعل ، هو قرار تعسفي ، خاصة أن كل الدول الغربية ، على حد قوله ، مليئة بالإعلانات الموضوعة على عقارات تاريخية كما فى فرنسا وعلى جدار قصر الكرملين فى روسيا وفى الميادين التاريخية فى هونج كونج ، وكل تلك الدول ملتزمة بالتنسيق الحضاري ، وقال : تعد صناعة الإعلان واحدة من أكبر الصناعات الإقتصادية والإجتماعية فى العالم ، ولعل بيل جيتس الإقتصادي المعروف مؤسس شركة مايكروسوفت ضرب مثلا عن أهمية الدعاية والإعلان حين قال فى أحد المرات: "إذا كان هناك 3 ملايين دولار يجب توفيرها عند إقامة أي مشروع ، مليون منها للمشروع نفسه ومليونين للدعاية يقول صاحب إحدى الوكالات الإعلانية ،طلب عدم ذكر اسمه : إن القاهرة بها أكثر من 10 آلاف إعلان ، وأنه فى أغلب الأحيان تتجاوز تكلفة الإعلان الواحد مليون جنيه ، مشيرا إلى أن أكثر من 60% من إستثمار تلك الصناعة يذهب إلى خزينة الدولة فى شكل تراخيص وضرائب على الدخل وضرائب مبيعات وإستهلاك كهرباء وغيره. ويقول زيدان :إنه عندما تقوم الشركة الإعلانية بعمل دعاية لاستثمار معين فى مصر فإنها تزيد من أرباح المستثمرين منتجى السلعه ، بالإضافة إلى أنه نوع من الإستثمارات طويلة الأجل، ويتابع زيدان "الكارثة إن مايحدث فى الوقت الحالى سيؤدى إلى خسائر فادحة". ، مؤكدا أن أقل إعلان تصل تكلفته إلى 500 ألف جنيه ، قائلا: "أنا لما أعمل إعلان حجمه مثلا 12x35 متر ، بالضبط زي ما أكون بأبني عمارة 4 أدوار حديد ، وأقل حاجة هيكلفني 500 ألف جنيه" ، ويشير زيدان إلى أن السبب فى تكدس كوبري 6 أكتوبر بالإعلانات هو توقف المحافظة منذ 8 سنوات عن إصدار تراخيص جديدة تمكن شركات الإعلان من عرض إعلاناتهم فى مناطق أخرى ، مؤكدا أن كل ميادين مصر التى تم تجديدها وتجميلها تحملت شركات الإعلانات نفقاتها .