تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، الذى يوافق اليوم 25 أبريل، تحتفل مصر بنجاحها في مكافحة طفيل الملاريا، الذي اختفى من معظم المحافظات إلا بعض البؤر القليلة فى محافظة الفيوم، والتي سجلت 13 حالة فقط سنة 1994، وفى منطقة المقطم بالقاهرة، التى شهدت 4 حالات سنة 2011. وبذلك تصبح مصر من الدول الأكثر حظا بين بلدان إقليم شرق المتوسط، الذي يواجه فيه حوالي 10 ملايين شخص خطر الإصابة بالملاريا، ويتوفي منهم 15 ألفا سنويا، وبصفة عامة يعيش أكثر من 50% من سكان إقليم الشرق الأوسط، الذي يضم 22 دولة، في مناطق معرضة للإصابة بالمرض، على رأسها السودان وباكستان . وهو ما يعزيه الدكتور حسن الجارم، أستاذ الأمراض المتوطنة والكبد بطب قصر العيني، إلى برنامج مكافحة الملاريا القومى، ممثلا فى إنشاء مراكز لمكافحة بعوضة الأنوفليس الناقلة للمرض بالتعاون مع معهد بحوث الحشرات الطبية تحديدا فى بلدة أبو سنبل جنوب مصر لقربها من السودان، والتى تأتى منها البعوضة. وكذلك زيادة وعي أطباء مستشفيات الحميات فى جميع أنحاء الجمهورية بالمرض وكيفية تشخيصه عن طريق فحص عينات الدم، وهو ما ساهم فى تقليل حالات الإصابة بالملاريا، بعد أن كانت تظهر بشكل وبائي كل عشر سنوات قبل عام 1970. وتعتبر الملاريا أكثر الأمراض المعدية انتشارا، حيث تحصد أكثر من 660 ألف شخص في العالم معظهم من الأطفال الأفارقه دون سن الخامسة، وتنتج عن الإصابة بطفيل البلازموديوم، والذي ينتقل عن طريق بعوضة الأنوفليس جامبيا، التى تنتشر فى المناطق الاستوائية والمستنقعات المائية، نظرا لدرجات الحرارة والرطوبة العالية. ويعاني المصاب من نقص الدم والأنيميا الشديدة، نتيجة دخول الطفيل إلى كرات الدم الحمراء مسببا انفجارها والتكسير الشديد لها، وكذلك يحدث ارتفاع لنسبة الصفراء فى الجسم وتضخم الكبد والطحال وارتفاع شديد للحرارة، مما يسبب الغيبوبة ثم الوفاة إذ لم يحدث تشخيص وعلاج سريعان، ولأن درهم وقاية خير من قنطار علاج ينصح الدكتور الجارم باستعمال وسائل الحماية من البعوضة مثل الناموسيات أثناء النوم وتغطية النوفذ بالسلك، ودهان الجلد بزيوت طارده للحشرات، وكذلك تناول العقاقير اللازمة للوقاية من الملاريا، خصوصا عند السفر إلى الدول الإفريقية أو الآسيوية. ومنها عقار الميفلوكين، الذي يعطي قرص واحد كل أسبوع قبل السفر بأسبوع وأثناء السفر كل أسبوع، ثم لمدة أسبوعين بعد العودة، ويعتبر الأكثر فعالية مقارنة بنظيره الكلوروكوين، نظرا لاكتساب البعوضة مناعة تجاهه.