تحقيق وجيه الصقار: أصيب الكثيرون بحالة من القلق والانزعاج الشديد إثر تصريح الطب الوقائي بمحافظة بني سويف بوجود حالة إصابة بمرض الملاريا بين سكان قرية طما البيشة بمركز ببا, وأن هناك اشتباها في إصابة200 حالة يتم تحليل عينات منها الآن بمعامل وزارة الصحة, ما يعني احتمال انتشار المرض بسرعة وبائية هائلة مع خطورته التي تصل إلي الإصابة بالفشل الكبدي والكلوي والملاريا المخية التي توقف عمل المخ, وأمراض أخري كثيرة.. بداية تؤكد الدكتورة منال سيد الاخصائية بمعمل بحوث الدم بوزارة الصحة أن الخوف من انتشار مرض الملاريا يرتبط بتوافر بيئة المياه الراكدة وهي منتشرة الآن خاصة في فصل الصيف مع وجود بعوضة الأنوفليس و التي تتولي الأنثي منها نقل طفيل الملاريا إلي المريض من خلال امتصاص الدم ووضع البويضات الخاصة بالمرض وأن هذا المرض ربما ينتشر في بعض المناطق وترتفع نسبة الاصابة به في الصعيد لأن الاتجاه جنوبا يناسب حياة هذه الحشرة لأنها تنتشر في افريقيا والتي ينتشر فيها المرض بنسبة90% بين سكان العالم المصابين به. لذلك فإن الوزارة توفر تطعيمات للمسافرين إلي بلاد إفريقية وجنوب مصر لتجنب الإصابة مسبقا. وأشارت إلي أن المشكلة المتجددة والتي تحتاج إلي ملاحقة بحثية لمواجهة المرض في حالة الانتشار أن بعوضة الأنوفليس تقاوم المبيدات الحشرية بعد كثرة التعرض لها, وكذلك طفيليات الملاريا مما يتطلب تطوير المضادات الخاصة بها, إضافة إلي أن هناك تشابها بين الاصابة بالمرض وأمراض أخري مثل ارتفاع الحرارة. كما أن هناك نحو60 نوعا من هذه الحشرة الناقلة للمرض لدرجة أن آخر الاحصاءات الدولية تؤكد أن نسبة الوفيات بلغت نحو2 مليون نسمة سنويا وأن أعلي نسبة إصابات تكون بين الأطفال الصغار لضعف المناعة لديهم, وكذلك فإن السيدات الحوامل معرضات للإصابة لهذا السبب, وهناك احتمال بانتقال المرض إلي الجنين. النوع الخطير وأشارت إلي أن النوع الخبيث من مرض الملاريا يكون شديد الخطورة ويحتاج اسعافات سريعة, حيث تظهر الأعراض خلال شهر من الإصابة وقد تكون مبكرة حسب الحالة الصحية للمصاب, فإن طفيل المرض يكون في القناة الهضمية للبعوضة, حيث ينمو لمدة أسبوع ثم ينتقل للغدد اللعابية, حيث تقوم البعوضة ب لدغ الانسان وينتقل المرض إلي دم الانسان ثم يهاجم الكبد ويدخل خلاياه ويعيش عليها ويتكاثر, وينتقل لكرات الدم الحمراء وبعد مدة تنفجر هذه الكرات وتخرج منها أعداد كبيرة من طفيل الملاريا وتفرز سموما شديدة تتسبب في أعراض المرض ويبدأ جسم الانسان في الانهيار ما لم تتخذ الاجراءات الطبية لانقاذه فورا, وقد تصل إلي تغيير الدم بالكامل لخفض السموم القاتلة. ويؤكد الدكتور مدحت الشافعي أستاذ الأمراض الباطنة بجامعة عين شمس أن أول أعراض مرض الملاريا يظهر في الاصابة بالأنيميا الشديدة نتيجة تكسر خلايا الدم الحمراء خلال30 يوما من الاصابة بالمرض وتظهر علي المريض رعشة وعرق زائد كل48 ساعة تقريبا, ثم تهدأ الحالة لتعاود أعراضها من جديد وتسمي هنا بالحمي المتقطعة. وتظهر حالة من الضعف الشديد لمدة طويلة. وهذا يتطلب التدخل السريع, فإذا لم تكن هناك استجابة للعلاج ينصح بتحديد نوع الملاريا حتي يكون العلاج مضمونا. وأشار إلي أن هناك أعراضا أخري للمرض مثل الحمي والصداع والرعشة والعرق والغثيان والقيء, إضافة إلي أعراض نزلات البرد وتصل لدرجة الغيبوبة عند اشتداد الإصابة وتتطور بعض الحالات لتصل إلي النزلات المعوية والفشل الكلوي والكبدي وضيق التنفس وتكون في حالة التأخر في العلاج. المناطق الريفية وينصح الدكتور مدحت الشافعي بضرورة تغطية الجسم بالكامل في المناطق التي تتعرض للبعوض والحرص علي وضع صواعق الناموس, واستخدام ما يسمي الناموسية عند النوم خاصة بالمناطق الريفية, وذلك لأن الناموس ناقل لمختلف الأمراض المعدية, في الوقت الذي يجب فيه رش البرك والمستنقعات بالمبيدات والكيروسين لقتل اليرقات, وإقامة مشروعات سمكية بالمجاري المائية الصالحة لقدرة الأسماك علي التهام يرقات البعوض وعدم استخدام السرنجات مرة ثانية لدورها في نقل المرض من الانسان المصاب إلي السليم,ودهان أعضاء الجسم المكشوفة بمادة طاردة للبعوض مثل الليمون, وتجنب استخدام العطور بعد الحلاقة لأنها تجتذب الحشرة الناقلة للمرض. وفي حوار مع الدكتور محمد صلاح وكيل وزارة الصحة ببني سويف أكد أنه ليس هناك ما يؤكد خبر وجود إصابة بمرض الملاريا بالمحافظة وأن من صرح بذلك اشتبه عليه الأمر في أعراض المرض لتشابهه مع أمراض أخري, وأن آخر إصابة ظهرت بالمحافظة كانت منذ15 عاما وأن الطبيب الذي شخص هذا المرض لابد أنه بلا خبرة طبية وربما يكون حديث عهد بالطب وليست لديه الخبرة الكافية لتشخيص المرض, وأشار الي أن المديرية بالمحافظة بادرت بأخذ عينات وعمل مسح وفحص معملي أكثر من مرة, وأرسلت للوزارة ما يفيد بأن المعلومات الخاصة بانتشار المرض غير سليمة. معلومات يذكر أن كلمة الملاريا تعني باللغتين اللاتينية والايطالية: الهواء الفاسد, نظرا لتوالد البعوض الناقل للمرض في المستنقعات والمياه الراكدة وسماه البعض حمي المستنقعات وسماه العرب البرداء لأنه يسبب الرعشة الشديدة, واكتشف العلماء المرض في أواخر عام1880 واكتشفت بعض علاجاته في الجزائر في عام1907, وهو الآن منتشر في مائة دولة تقريبا ويعد خطرا علي نحو40% من سكان العالم, ويذكر أن قارة افريقيا تستأثر بنسبة90% بسبب انتشار المستنقعات وارتفاع الحرارة وانخفاض الرعاية الصحية, وينتشر أيضا في بعض مناطق جنوب افريقيا وأمريكا الجنوبيةوجنوب شرق آسيا وشبه الجزيرة الهندية, حيث ينصح الخبراء في هذه المناطق بتناول العلاج الخاص بالمرض في حالة ارتفاع درجة حرارة جسم الانسان إلي38 درجة كنوع من الحرص, مع إجراء تحاليل لتحديد مستوي الاصابة والنوع لتحديد العلاج السليم بين أنواع المرض الذي ينقله نحو380 نوعا من الأنوفليس منها60 نوعا خطيرا.