شريف عامر وجه محبوب ومميز في برامج التوك شو ويتسم بقدرته على الاتزان والبساطة في طرحه لأى قضية وجاء ذلك بعد خبرات متراكمة اكتسبها من عمله لسنوات طويلة ما بين قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري.. إضافة إلى توليه رئاسة تحرير برامج محطة ال MBC التى كان يتم بثها من القاهرة في عام 2001. شريف نفي في حواره مع "بوابة الأهرام" ماتردد أخيرا عن ترك محمود مسلم رئاسة تحرير "الحياة اليوم" بسبب وجود خلافات بينهما، مشيرا إلى أنه من أسباب النجاح الذى حققه البرنامج ك ليصبح البرنامج رقم 1 على مستوى برامج التوك شو. وكشف أيضا عن ضيقه الشديد من عدم ظهور السيد البدوى على شاشة الحياة في أثناء فترة الانتخابات البرلمانية. كما أكد أن خلافاته بينه ولبنى عسل لاتنتهى إلا أن كلا منهما في النهاية يعمل على مساعدة ومصلحة الآخر. * ماذا مثلت لك حلقة قداس عيد الميلاد خاصة أنها جمعت بينك وبين زملائك المنافسين من برامج التوك شو.. وهل صحيح أن كواليسها كانت كوميدية إلى حد كبير؟ -ضاحكا، بصراحة هى كواليسها كانت مضحكة فعلا خصوصا أن كلنا كان عندنا شك فى أننا سنصل في مواعيدنا ونقدم الحلقة، والحقيقة أنا كنت متوترا جدا خاصة أن الحلقة كانت بعنوان "المصريون" وسيكون موقفنا سيئا لو تأخرنا لكن "الحمد لله ربنا سترها معانا" واستخدمنا مترو الأنفاق الذى أنقذنا من الازدحام المرورى الموجود على الأرض، وبصفة عامة حلقة القداس بالتأكيد كان لها طابع خاص وكثيرا ما سعدت بها لأنه أول برنامج جمعنى بزملائي من البرامج الأخرى وهو أمر من الصعب أن يحدث كثيرا خصوصا أن الناس لم تكن تصدق أننا ممكن نتجمع إضافة إلى أننا جميعاً كنا موجودين لمواجهة خطر واحد، كما أن هناك علاقة صداقة وعشرة تجمعنى بالأستاذ محمود سعد والإعلامية لميس الحديدى وأيضا معتز الدمرداش وكان من الممتع بالنسبة لى أن أتعاون معهم في عمل مشترك. * ترددت أخيرا أنباء عن رحيل محمود مسلم رئيس تحرير برنامج "الحياة اليوم".. ما صحة هذا الأمر؟ - إطلاقا كلها شائعات غير صحيحة ، محمود مسلم هو أحد أعمدة برنامج الحياة اليوم وكل ما في الأمر أنه في إجازة قصيرة جدا وسيعود خلال الأيام القليلة المقبلة. * ولكن هناك بعض الآراء تشير لوجود خلافات بين فريق عمل برنامج الحياة اليوم وبين رئيس تحرير البرنامج بسبب طريقة تفكيره التى وصفها البعض بالتقليدية؟ - محمود مسلم هو عمد من أعمدة نجاح "الحياة اليوم" ولا أقول هذا مجرد مجاملة له، فعندما بدأنا البرنامج ومر عليه ال 8 أشهر الأولى أصبحنا رقم 3 في ترتيب برامج "التوك شو" ومع المجهود المتواصل الذى بذلناه جميعا أصبحنا رقم 2 وأخيرا تفوقنا ووصلنا إلى المركز الأول ، فإذا كان محمود مسلم على خلاف معنا، فكيف استطعنا أن نحقق كل هذا النجاح؟. * ما التطوير الجديد الذى أضيف للبرنامج أخيرا وبدأتم في الإعلان عنه منذ أيام؟. - بالفعل هناك تطوير في برنامج "الحياة اليوم" بدأناه بزيادة عدد الأماكن الموجودة بالأستديو لتصبح ستة بعضها مخصص لإقامة ندوات وأخرى للاتصالات الدولية بالأقمار الصناعية وأيضا متابعة مايحدث في العالم عبر شبكات الإنترنت، حيث إننا أصبحنا مطلعين بشكل مفتوح على العالم ودعينى أتذكر عندما ذهبت في زيارة إلى موقع ال cnn في العام الماضي وقال لى أحد المسئولين هناك: "إذا كان فيه إشارة اتصالات مفتوحة في العالم فنحن لدينا القدرة على استقبالها". وهى نفس السياسة التى نعمل بها الآن في الحياة اليوم، فمثلا في حلقة يوم السبت الماضي والتى ناقشنا فيها أحداث تونس كنا على اتصال مفتوح بأكثر من دولة منها تونسوالقاهرةوجدة وباريس.. هذا بالإضافة إلى التقارير التى نحاول تقديمها من قلب الأحداث وفي أى مكان. * دائما ما يتردد عن وجود خلافات بين مقدمى برامج التوك شو.. فماذا عنك أنت ولبنى عسل شريكتك في التقديم؟ - طبعا تحدث خلافات بيننا كثيرا جدا، لكن هذا أمر طبيعي، صحيح أننا نختلف في وجهات نظرنا، إلا أن كلا منا في النهاية يعرف جيدا كيف يساعد الآخر من أجل مصلحته فنحن نجلس معا ساعات طويلة قبل إذاعة البرنامج على الهواء ونتحاور فيها ونتناقش، ودعينى أؤكد لك أنه إذا كانت خلافاتى ولبنى كبيرة ما كنا لنستطيع تحقيق هذا النجاح لأن الجمهور كان سيشعر بهذا الأمر على الشاشة. * كيف ترى شكل المنافسة بينك وبين زملائك من مقدمى التوك شو خاصة أن هناك اختلافا بينكما في الخبرة والسن؟ - مبدئيا ومع الأسف الشديد ظروف عملى لاتسمح لى بالاطلاع على زملائي من مقدمى البرامج الأخرى، وأنا شخصيا عندما تتصادف لى مشاهدة برنامج ما، أنظر بعين واقعية جدا وهى أمور تعلمتها من أستاذى حسن حامد، الذى عملت معه سنوات طويلة فدائما كان يقول لى لاتشاهد مذيعا بعينه. * لكن هناك أكثر من برنامج توك شو مسائي يومى وهذا قد يضعف المشاهدة على برنامجك "الحياة اليوم"؟ - سأضرب لك مثلا بسيطا، في أمريكا توجد 300 قناة فضائية كلها تقدم نفس الأخبار في التاسعة مساء وفي النهاية كل مشاهد يذهب لقناته المفضلة، وهو ما ينطبق علينا في برامج التوك شو، صحيح أن عددنا كبير لكن كل برنامج له تناول مختلف في موضوعاته عن الآخر والحكم في النهاية للجمهور. * من أنجح مقدم برنامج توك شو.. من وجهة نظرك؟ - "يضحك"، أنا دائما أقول جملة "لا ينفع أكون لاعبا وأحكم". * هل تابعت تجربة الإعلامى عمرو أديب في arabs got talent؟ - للأسف لأننى بصراحة يوم الجمعة أكون حريصا على أن أقضيه مع أصدقاء الطفولة ومع أولادى أيضا، لكنى أحاول أن أبحث عن الإعادة لمشاهدته، وأنا على ثقة فى أنها تجربة مختلفة إضافة إلى أن عمرو أديب له مكانة تليفزيونية كبيرة ومكسب لأى محطة يعمل بها. * بصراحة.. هل أحزنك خبر انسحاب حزب الوفد من المشاركة البرلمانية ؟ - إطلاقا لأن الحقيقة أن انحيازى في ال 18 سنة الماضية (وهى عدد سنوات عملى) كانت ل"ثلاثة أشياء" وهى فلسطين، على اعتبار أننى عملت في رام الله وغزة وغيرهما ثم مصر كبلد انتمى له، وأخيرا أولادى ، فأنا لست مصنفا مع أى تيار سياسي. * لكن السيد البدوى صاحب قناة الحياة كان يظهر في جميع البرامج في أثناء فترة الانتخابات البرلمانية إلا "الحياة اليوم"؟ - طبعا كنت "متضايقا" جدا عندما أرى البدوى يظهر على شاشات أخرى غير الحياة، لكن نحن حسمنا الموضوع من زمان قبل بداية الانتخابات في أثناء لقائنا بالبدوى، حيث اتفقنا على ألا يظهر على الشاشة وأنه سيكون خارج الصورة شكلا ومضمونا لذلك تعاملنا بشكل متوازن مع كل مرشحي الأحزاب الأخرى وذلك بفضل جهود فريق الإعداد . * شريف عامر من أكثر مقدمى التوك شو اتزانا في تناوله لأى موضوع يطرحه.. كيف تحقق هذا الأمر؟ - الخبرة التى تعلمتها على يد كثير من أساتذتى هى التى أهلتنى لأن أكون متحكما في نفسي وردود أفعالى، فأنا أحاول دائما استخدام المنطق في أى موضوع أطرحه وهو شىء نفتقده في كثير من أمور حياتنا إضافة إلى أن دورى لاينصب في المصادرة على عقل أو آراء أى شخص. * هل هناك تعليمات أو توجيهات يتلقاها "الحياة اليوم" من قبل الحكومة في مناقشته بعض الأمور التى تمس الأمن القومى لمصر؟ - لاخلاف على مسألة الأمن القومى وهذا لأننا نناقش جميع موضوعاتنا بطريقة مهنية وحيادية دون الانحياز لجانب على حساب الآخر لذلك لا توجد توجيهات لنا. * مارأيك في بعض الآراء التى تهاجم برامج التوك شو وتتهمها بأنها تسىء ل"سمعة مصر"؟ - أنا ضد كل من يقولون ذلك، لأن برامج التوك شو، ليست هي التي تصنع وتخلق الأزمات، فهى مجرد مكان لعرض مشاكلنا ومناقشتها بشكل وأفق مفتوحين، إضافة إلى أنها تعرف المشاهد وتطلعه على مايحدث داخل وخارج بلده. * متى ستقرر الرحيل من الحياة اليوم؟ - "تصدقى عمرى ما تخيلت ولاخطر في بالى ولو لثانية "، والحقيقة لأن انتقالى وعملى في تليفزيون الحياة أخذ منى وقتا وتفكيرا.. لذلك من الصعب أن أفكر في هذا الأمر".