رغم عمله في إحدي أهم المحطات الإخبارية الأمريكية إلا أنه قرر العودة لمصر مرة أخر ي ليعيد تحقيق نفسه في بلده ، وهو ما استطاع تحقيقه بالفعل من خلال برنامج الحياة اليوم الذي شهد خلال الفترة الماضية تغطية متميزة في حياديتها لأحداث ثورة 25 يناير .. تصوير : أميرة عبد المنعم كلامنا عن الإعلامي شريف عامر الذي كان لنا معه الحوار التالي .. * الكل شهد لكم بأن تغطيتكم لأحداث ثورة 25 يناير كانت الأفضل علي الإطلاق .. فما تعليقك؟ بالطبع هذا شيء يسعدني ولكن تفسيري لذلك هو أنه نتاج السياسة التي اتفقنا عليها في البرنامج منذ البداية وهي ألا نتحدث مع الناس من فوق .. بمعني أننا لا نملي عليهم وجهة نظر ما لأن لدينا مشكلة منذ الأربعينيات وهي أن مقدم البرنامج يتصور في نفسه قدرا كبيرا جدا من الأهمية وبالتالي يبدأ يوجه الناس وهذا غير صحيح وإذا نظرت إلي فريق العمل بداية من رئيس المحطة وحتي المسئول عن التحرير إلي الإخراج ستجد أنهم جميعا لديهم خلفيات إخبارية .. فأنا في الأساس مقدم مادة إخبارية وبرامج سياسية وأحمد عبد التواب المسئول عن المخرجين كان كبير مخرجي قناة العربية ومحمود مسلم رئيس التحرير واحد من أهم صحفيي الأخبار في مصر , محمد عبد المتعال رئيس القناة كان من أهم المخرجين في النيل للأخبار والنيل تي في ولذلك تجدنا نعتمد بشكل كبير علي إعطاء الناس معلومات ونناقشها بهدوء حيث إننا برنامج لا يصرخ في وجه المشاهدين ونكتفي بالحياد بين كل الأراء . * ولكن كيف ينعكس ذلك في شكل كواليس البرنامج؟ الحقيقة أن ما يحدث ليس له علاقة بالكواليس إطلاقا حيث إن الصورة قبل التصوير تكون فوضوية جدا فلا يوجد تليفزيون يظهر في العالم قبل أن يبدأ بفوضي لا يراها المشاهد وهذا ما رأيته في كل تليفزيونات العالم تقريبا فتجد كل شخص من فريق العمل يعمل في جانب ويتحدث في شيء مختلف وفي النهاية تجد أن كل هذا يتم تجميعه في البرنامج . * لماذا قلت إنه لا توجد مذيعة توك شو تلفت نظرك؟ لم أقل ذلك بالمعني الذي نشر حيث إن السؤال كان حول الإعلاميين الذين يلفتون نظري علي وجه العموم ومن جانب آخر إذا تحدثت عن الإعلاميات علي وجه الخصوص فلا يوجد سوي مني الشاذلي ولبني عسل ولميس الحديدي ورولا خرسا فيبدو أننا مازلنا مجتمعا ذكوريا حتي في الإعلام ونفس الشيء موجود في المجتمع الأمريكي فأول نشرة أخبار تقدمها مذيعة في التليفزيون الأمريكي كان في 2005 . * هل تذكر اسم لبني علي سبيل المجاملة لكونها شريكتك في البرنامج؟ لا فهي مذيعة متميزة ونحن أصبحنا نعلم نقاط ضعف وقوة كل منا فمثلا أنا لا أستطيع أن أتعامل مع أي فقرة بها مشكلة بالنسبة للأطفال لأنني حساس جدا تجاههم فأي فقرة بها مأساة تخص الأطفال تقدمها لبني لأنها تعلم جيدا أنني لا أستطيع تقديمها بل وأصاب بخرس أمامها وفي المقابل هي تعلم أن خلفي كما تراكميا في المجالات السياسية وبالتالي يكون هناك نوع من التناسق في الأداء بيننا . * كيف تري شكل المنافسة بينكم وبين برامج التوك شو الأخري؟ فكرة أن المنافسة في صالح المشاهد ومثل هذا الكلام التقليدي لا أحب تكراره ولكني مؤمن به جدا لأن ال 80 مليون مشاهد من حق كل منهم إما أن يتآلف معي أو يرفضني وفي الحالة الأخيرة لابد أن يجد أحدا غيري ولذلك فالتنوع مطلوب . * هل الفترة السابقة رفعت من الخطوط الحمراء التي يتعرض لها أي برنامج حواري؟ أي خطوط حمراء هذه الأيام أصبحت متحركة فإذا لديك اليوم خط أحمر فغدا لن تجده موجودا لأنه مصطلح في طريقه إلي الانقراض فاليوم أصبحنا نعلم ما الذي يحدث في غرف التلغرافات السرية التي يتم تبادلها بين السفارات الأمريكية . * هل تري أن الإعلام لعب دورا في تحريك الثورة؟ هذا ليس عمل الإعلام حيث إن وظيفته الحقيقية هي إظهار الحقيقة وأن تظهر للمجتمع نقاط ضعفه وقوته أما مسألة التغيير هذه فهي مرحلة ثانية لأن في النهاية لا يوجد إعلام في العالم أدي إلي ثورة ولكنه ينير المجتمع ويوعيه لكي يتخذ قراراته بنفسه بعد ذلك ويتحرك .