وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية انتقادات لاذعة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، على خلفية الحديث التليفزيوني الذي أدلى به أمس، معتبرا أنه يكشف "انعزاله المطبق عن الواقع". كان الأسد قال في لقاء بثته قناة "الإخبارية" السورية أمس الأربعاء إن بقاءه أو رحيله مرتبط بما "يقرره الشعب" السوري، مشككا في الوقت نفسه ب"وطنية" المعارضة. واعتبر الائتلاف في بيان أن ما أدلى به الأسد هو "مشهد يكشف انعزاله المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها". ورأى أن "نهجه في ادعاء السيطرة، وإنكار الآخر، والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدعي حلها"، لا يختلف عن "نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". وأضاف أن "رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادا بلا عقل". ولم يغير الأسد قيد انملة في الخطاب الذي ينتهجه منذ اندلاع الأزمة قبل سنتين، محذرا مرة جديدة من امتداد "الحريق" إلى الجوار وخصوصا الأردن، ورافضا التفاوض مع المعارضة السورية المعترف بها من جامعة الدول العربية والغرب. وأشار الأسد فى خطابه أمس إلى أن "المعارضة هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية. أين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة؟". ورد الائتلاف على هذا التصريح بأن "الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وإرادتهم"، مؤكدا أنه "لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيدا عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري".