قال الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، اليوم الخميس، لدى تسلمه أول دفعة من الأموال التونسية المنهوبة في الخارج، إن من "يتطاول على قطر عليهم تحمل مسئولياتهم". وسلم المحامي الخاص للأمم المتحدة علي بن فطيس المري، المكلف باسترداد الأموال المنهوبة من دول الربيع العربي، تونس أول صك من قيمة الأموال التونسية المهربة في الخارج بقيمة 8ر28 مليون دولار. ويمثل المبلغ قيمة الأموال التي نجحت تونس في مصادرتها من حساب ليلى بن علي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من المصارف اللبنانية. وصرح الرئيس التونسي المؤقت للصحفيين اليوم بقصر قرطاج لدى استقباله المحامي القطري بن فطيس المري: "قطر دولة صديقة وشقيقة دفعت جزءًا من الاموال لاسترجاع هذه الأموال المنهوبة". وكان وزير العدل التونسي قد دعا بن فطيس إلى مساعدة تونس في استرداد تلك الأموال والتدخل لدى السلطات اللبنانية لإعفاء المبلغ المسترد من أي أعباء "جبائية". وقال المرزوقي: "أعتبر نفسي كتونسي وعربي أن الناس الذين يتطاولون على قطر بالسب والشتم عليهم تحمل مسئولياتهم أمام ضمائرهم قبل أن يتحملوها أمام القانون". وتنتقد أحزاب معارضة في تونس محسوبة على اليسار دولة قطر باستمرار بدعوى دعمها للمعسكر الاسلامي واختراقها "للسيادة"، على حد تعبيرهم. وتعليقًا على استلام تونس أول دفعة من أموالها المنهوبة على أيدي عائلة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، قال المرزوقي: "بداية الغيث قطرة. والغيث استرجاع الأموال المنهوبة داخل البلاد أو خارجها". وأضاف: "نحن سنسترجع الأموال إن لم يكن كلها فجلها.. سنتخذ الاجراءات الضرورية والوقت الكافي". وتابع المرزوقي: "لن نتخلى عن متابعة اللصوص الذين سرقوا اموالنا... وإذا وجد عقلاء يريدون المصالحة مع أوطانهم وشعوبهم فنحن مع العدالة الانتقالية وليس العدالة الانتقامية". وتقول تونس إنها في حاجة لاستعادة أموالها المنهوبة بهدف دفع مشروعات التنمية والتشغيل المتأخرة في المناطق الفقيرة منذ ثورة 14 يناير عام 2011. ولا تزال السلطات التونسية تسعى لاسترداد أموالها المنهوبة على أيدي العائلة الحاكمة المقربة من بن علي. وتقدر قيمة الأموال المنهوبة على أيدي العائلة الحاكمة المقربة من الرئيس السابق زين العابدين بن علي بنحو 50 مليون يورو (36ر65 مليون دولار) في البنوك السويسرية وحدها. واعترف المحامي المكلف من الأممالمتحدة بصعوبة تعقب الاموال المنهوبة من دول الربيع العربي. وقال علي بن فطيس المري "القضية ليست سهلة أنت تطارد شبحًا لا مكان له، أموال انتقلت من مكان الى مكان آخر ومن جزيرة إلى أخرى.. وخضعت الى أسماء وهمية وشركات لا وجود لها". وأضاف المري "أرجو أن توفق دول الربيع العربي في استعادة ما يمكن استعادته من الأموال.. المشوار ما زال طويلاً".