كلمات جدتى كانت تزن فى أذنى مثل دقات الطبول .. "اتجوز واحدة حلوة يا محمد. لازم تكون بيضا. ماهو البياض نصف الجمال يا وليدي. كفاية عزوبية يا ضنايا ولاد الشيبة يتامى. أوعاك من البنت السودة كفايانا سواد. أمك وخواتك وبنات عماتك وخلاتك ومين ومين. ما هو سلسال والعرق بيمد لسابع جد". بيقولوا حلوين بنات مصر يا محمد.. أجرى بسرعة وهات لنا بدر ينور ليالينا العتمة.. وحصلت من الكبيرة على إذن بالزواج خارج دائرة العائلة.. ورميت نفسى في أول قطر وجريت على مصر.. أنوار وزحمة وخلق ياما وبنات حلوة كتير.. وطلعت من جيبى ورقة فيها عنوان قناوى ابن عمى.. وسألت الناس وصفولى.. ركبت الأتوبيس وشوفت اللي ما عمريش شوفته.. ووصلت مدينة نصر عمارات إيه وشوارع يوووة وعربيات تشرح القلب الحزين ودخلت عمارة بهوها واسع أكبر من دوار العيلة.. ولقيت ناس واقفة قدام باب، وقفت وراهم وأنا مش عارف رايحين فين.. لحد ما سألني البواب على فين يا بلدينا؟، قولت له عاوز قناوى ابن عمى مهندس البترول.. ووصلني لقناوى وبعد السلامات والتحيات، قولت لقناوى أنا عاوز أتجوز واحدة بيضا وجايب معايا فلوس ياما .. بص لى باستغراب .. وقالى ياخسارة يا محمد آخر مرة شوفتك من 3 سنين كنت بعقلك .. إيه اللي جرى لك؟ ..فين أشعارك؟ .. فين كتاباتك؟ .. فين أحلامك؟ .. فين السمرا اللي بيجرى النيل فى عروقها؟ .. أدخل نام يا محمد والصباح رباح .. صحيت على صوت دوشة وعربيات فين الفجر؟ .. فين الديك اللي بيصحا قبل الفجر؟ .. مش مهم المهم البنت البيضا .. قعدت أستني قناوى لحد ما رجع من الشغل، وحوار طويل وعريض ونصايح ودروس .. وقالى شركته عاوزة مهندس كمبيوتر وهو عارف قد أيه أنا خبير فى الكمبيوتر، وقالى نشتغل الأول وبعدها البنت البيضا .. واشتغلت وكل ساعة تليفون من الجدة .. لقيت العروسة يا محمد أوعاك من البنت "الشيبة" يا وليدى .. كل ما أمشى أبحلق فى الخلايق .. لحد ما لقيتها، اتصلت بي مديرتي وقالت لي :أطلع الدور السابع برنامج كمبيوتر الأستاذة "جميلة" أتعطل، وقولت لنفسي يا رب يكون الإسم على المسمى.. أول ما شوفتها قولت لها تتجوزيني؟، أنتي بيضا زى القشطة وشعرك أصفر سلوك ذهب وكأنها كانت مستنية الكلمة من سنين، قالت موافقة من غير تفكير .. ديلى في سناني، وجريت على قناوى، وقلت له جوزنى جميلة البيضا الحلوة .. خلال أشهر أتفرش الفرش، وأتجوزت جميلة ست الحلوين .. أول ما دخلنا الشقة قولت لها لازم نصلى ركعتين شكر لله، ما أنتي القمر اللي ها ينور العيلة .. يالله اغسلي وشك من الأحمر والأخضر، نفسي أشوف خلق الله من غير مساحيق .. وأنا أحلف وهى تحلف، وقلت أدبح القطة من أول ليلة .. على الطلاق لازم تغسلى وشك، وتتوضي وتصلى والليل طويل ؟؟ وهى مياعة ومياصة .. لكن على مين ركبت دماغى وحلفت ميت يمين .. ما لقيتش منها فايدة .. خدتها بالعافية على الحمام ..غسلت وشها واتوضت .. وهي بتتدور صرخت مين أنتى؟ .. فين جميلة؟ .. فين البيضا؟ .. يا لهوى أنتي سوده كده ليه؟ .. وأيه الكراميش اللي في وشك دى؟ .. ده أنتي أكبر من أمى..! مسكتها من شعرها .. طلع الشعر الأصفر في أيدي .. ولقيت تحت منه لفة سلك مواعين .. يا خراب بيتك يا محمد .. الحقنى يا قناوى يا بن عمى. جه قناوى .. معقول أنتى المهندسة جميلة؟ .. أزاي كنتى بتبقى بيضا قوى كده؟ .. وشعرك الأصفر ده كان باروكة؟ .. يا خيبتك يا محمد .. قربت منها ؟ .. والله ما لمستها .. ديلك في سنانك وعلى القسم واعمل محضر، والصبح أجرى على المحكمة وأفسخ عقد الزواج .. ده باطل .. هي دي العروسة اللي أنت اتجوزتها من ساعتين؟ بعد شهرين من إقامة الدعوى قضت المحكمة برفض دعوى فسخ عقد الزواج لأن العروس لم تخالف أيا من شروط العقد .. فالزواج صحيح .. ومن حق الزوج أن يطلقها لأنه يملك ذلك. وطلقها محمد وألقى بنفسه في أول قطار متجه إلى بلدته، وقال: لو كان فى البياض نصف الجمال .. يبقى في السمار الجمال كله.