بالنشيد الوطني بدأ، تلاه رفع الأذان.. وبمشاهد الدماء والغضب المكتوم دلل على "بلطجة" المعتدين، وبصلاة العشاء انتهى.. هكذا كان مؤتمر الإخوان المسلمين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم.. الذي انعقد في حماية شباب الجماعة، ورصدته "بوابة الأهرام" في 13 مشهدًا، بعضها يحمل دلالات محددة.. المشهد الأول: على بعد نحو 200 متر من مقر المؤتمر الذي انعقد - في الشارع- أمام مكتب الإرشاد، كانت سيارات الأمن المركزي ومصفحات الشرطة تتمركز في مداخل الشارع المؤدي إلى المقر، وسط ظلام دامس، حيث كانت الأنوار مطفأة تماما في المنطقة التي تتواجد بها قوات الأمن. المشهد الثاني: قبيل بدء المؤتمر، الذي أداره الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان المسلمين، أحضرت الجماعة شخصًا ينتمى إليها يرتدي ملابس بيضاء، كان يضع "الشاش" على رأسه، للتأكيد على تعرض الإخوان للضرب في أحداث أمس الدامية. المشهد الثالث: كان المؤتمر في حماية شباب الإخوان، حيث كان دخول الصحفيين إلى مقر المؤتمر ب"الآي دي"، ويتم تسجيل أسماء الصحفيين في ورقة، نقلا عن "كارنيه الصحافة"، بينما اصطف شباب الإخوان بالمئات، أمام مقر الجماعة، متشابكي الأيدي، وأحاطوا المكان بالكامل، قبيل دخول الأمين العام للإخوان. المشهد الرابع: فور خروج الدكتور محمود حسين من مقر الإخوان، تعالت أصوات شباب الجامعة بالهتاف في صوت واحد: "الله أكبر ولله الحمد.. إحنا الإخوان الله أكبر.. أقسمنا يمين الله لن نُقهر.. في سبيل الله قمنا.. لا لمنصب قد عملنا.. فليعد للدين مجد.. فليعد للدين عزُ.. أو تراق منا الدماء.. الموت في سبيل الله أسمى أمانينا". المشهد الخامس: بدأ بيان جماعة الإخوان بغضب مكتوم لدى أفراد الجماعة بلا استثناء، أكده الدكتور محمود حسين، عندما قال: "بداخلنا غضب واحتقان لا يعلمه إلا الله.. والسلمية لا تعني أننا كلأ مباح لأي شخص". المشهد السادس: كانت المفاجأة أن مؤتمر الإخوان عرض مقطع فيديو عبر مكبرات صوت وشاشة عرض، تتضمن مشاهد دموية لتعدي المتظاهرين على الإخوان وأنصارهم، والغريب أن الفيديو كانت به ألفاظ خادشة للحياء، ضد الرئيس محمد مرسي، من جانب متظاهرين، من بينها شتائم ب"الأم"، فضلا عن ألفاظ بذيئة ضد الإخوان، ولم يتم حذف هذه العبارات من الفيديو. المشهد السابع: استشاط شباب الإخوان غضبا أثناء عرض الفيديو، خاصة المشهد الذي يتضمن قيام أحد البلطجية بفتح رأس أحد مؤيدي الإخوان ب"مطواة"، وتساقط الدماء بغزارة على ملابسه، وهنا هتف أحدهم: "ياولاد ال..."، ثم هتف من بعده جميع شباب الإخوان: "القصاص القصاص.. السلمية بقت دموية"، لكن قيادات الجماعة حاولت تهدئتهم بصعوبة بالغة. المشهد الثامن: تسبب الفيديو في هتاف شباب الإخوان ضد الصحفيين والإعلاميين، قائلين: "الشعب يريد تطهير الإعلام"، وهنا وقف الصحفيون مهددين بالانسحاب من المؤتمر، حتى اعتذر لهم عدد من قيادات الإخوان، وقالوا: "ياريت تراعوا شعور الشباب بعد ماشافوا المشاهد دي". المشهد التاسع: حاول أحمد عارف المتحدث باسم الإخوان، تهدئة شباب الجماعة بأي طريقة، واستأذن الدكتور محمود حسين في أن يقول كلمة بصفته أحد شباب الإخوان وليس متحدثا باسم الجماعة، وقال: "الإخوان رجالة.. وقادرين يصدوا أي عدو غاشم، وأذكي بكتير من إنهم يمشوا على قضبان قطار حرب أهلية"، وهنا صفق له شباب الجماعة بقوة، وهتفوا: "الله أكبر.. الله أكبر". المشهد العاشر: في لهجة غاضبة، قال محمود حسين: "أعداد الإخوان أمام المقر بالأمس، كانت قادرة على أن تأكل المعتدين"، وهي العبارة التي نالت تصفيقًا حادًا من شباب الجماعة، الذين كانوا يقومون ب"التصفيق" مع كل إجابة تمتدح الإخوان ورجالهم، أو أي إجابة تهاجم الطرف الآخر. المشهد الحادي عشر: على عكس ماذكره تقرير هيئة مفوضي الدولة، بأن جماعة الإخوان غير شرعية، قال حسين: "الجماعة شرعية منذ عام 1928، وجمعية الإخوان التي أشهرتها الجماعة قبل أيام، كانت للرد على ما أشيع حول عدم قانونيتها، وليس تأكيدًا على انعدام مشروعيتها"، وهنا صفق له شباب الإخوان تصفيقا حادا". المشهد الثاني عشر: حين سُئل الأمين العام للإخوان عن صمت الرئاسة تجاه أحداث الأمس أمام مكتب الإرشاد، قال بالنص: "اسألوا الرئاسة عن صمتها، أنا مش بتكلم باسمها.. بس أكيد هي هتقول إنها بترفض العنف ومش كل حدث هتطلع الرئاسة تدينه". المشهد الثالث عشر: أقر الدكتور محمود حسين- بشكل غير مباشر- بأن الجماعة ربما لاتستطيع السيطرة على شبابها، وظهر ذلك من خلال تأكيده: "ربما يفقد بعض شباب الإخوان أعصابهم ويذهبوا لأي مكان ويحتشدوا عنده، وتكون الجماعة في الأصل رافضه الحشد ده.. وقتها بنكتفي إننا نقول بلاش احتشاد". وانتهي المؤتمر بأداء شباب الإخوان صلاة العشاء، كل في مكانه بالشارع أمام مكتب الإرشاد.