نظم عشرات من أبناء الجالية السودانية بالقاهرة وقفة احتجاجية أمام مؤسسة الأهرام، اليوم الأربعاء، احتجاجًا علي زيارة وزراء من حكومة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر ولمؤسسة الأهرام، معتبرين إياهم مجرمي حرب وتجار دين ممن تورطوا بمجازر البشير في دارفور ونيالا، على حد قولهم. وطالب المتظاهرون مصر باتخاذ موقف ضد نظام البشير، وما وصفوه ب"جرائمه ضد الإنسانية"، محذرين في الوقت نفسه من خطر تعرض السودان لتقسيم جديد. كانت وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، قد وجهت الدعوة لكل من التيجاني السيسي، رئيس السلطة الانتقالية بدارفور، ووزير الاستثمار السوداني مصطفي عثمان إسماعيل، والسفير السوداني بالقاهرة، للمشاركة بندوة فى المركز ظهر اليوم الأربعاء، وقد أدت الوقفة الاحتجاجية لتأخر وصول الوفد السوداني، وتم إدخال الوفد من الباب الخلفي لمبني الأهرام الحديث. وقد أحاطت بهذا الباب الخلفي قوات محدودة من الأمن المركزي مسلحة بالعصي، إلا أنه لم يحدث أي احتكاكات، بينهم وبين المحتجين. وطالب المحتجون مصر باتخاذ موقف ضد البشير، مماثل لموقفها من نظام بشار الأسد، محتجين علي استقبال مصر لمن أسموهم بمجرمي الحرب وطالبوها بالاضطلاع بدورها المحوري بعد الثورة والضغط علي نظام البشير. وهتف المحتجون قائلين "الشعب يدين تجار الدين"، مدينين نظام البشير قائلين إنه يستغل الدين في حروبه ومجازره ضد السودانيين محاولا إيهام العالم بأن حربه ضد من يستهدفون الإسلام والمد الإسلامي في إفريقيا، وإن حربه هي حرب بين العرب والأفارقة وهو ما قال المحتجون إنه غير صحيح بالمرة. وقال خليل محمد سليمان، أحد أعضاء تنسيقية شباب الثورة السودانية بمصر، ل"بوابة الأهرام"، إنهم جاءوا ليوصلوا رسالتهم للإعلام ضد نظام البشير، وليحذروا من خطر الحروب والمجازر، التي يقوم بها البشير ضد السودانيين، الذي أدت سياساته لتقسيم السودان لقسمين، وهو في سبيله لتقسيم السودان مرات أخرى. وقال سليمان إنهم يدقون ناقوس الخطر من تقسيم السودان، إذا استمرت المجازر، وحذر من أن خطر الفوضي التى ستعم في السودان لن تقتصر عليه، وإنما ستمتد للدول المجاورة ومنها مصر، ومن ثم فإن علي مصر الاضطلاع بدورها الإقليمي والتدخل لوقف تلك المجازر. وقال المحتجون إنهم يأتون من جميع الأقاليم السودانية، من دارفور وكردفان والنيل الأزرق والشمالية والشرق، وإنهم لا يريدون للسودان أن ينقسم مرة أخرى ويطالبون بالحفاظ عليه وعلى وحدته.