تروي الحلقة الخامسة من سلسلة مذكرات مخابرات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي -التي تنشرها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية- تفاصيل برقيات عميلات مخابرات العهد السابق التي تم إرسالها من واشنطنوبيروت وغيرها. وتتضمن إشارات إلى الجهود التي كان يقوم بها نظام القذافي لتهيئة الأرضية المناسبة للزيارة التي قام بها العقيد الراحل إلى الولاياتالمتحدة عام 2009 لحضور اجتماع للأمم المتحدة، وهو الاجتماع الشهير الذي ظل يخطب فيه لمدة طويلة أرهقت المترجمين، وأصابت زعماء دول العالم بالضجر. مجموعة البرقيات التي تكشفها صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الجمعة تتضمن برقيات عميلة، واردة من واشنطن إلى طرابلس، تفاصيل تخص جمع معلومات عن مسئولين أمريكيين من أجل استقطابهم في محاولات تحسين العلاقة بين البلدين، ويظهر فيها اسم امرأة إفريقية موصى عليها من القذافي، يبدو أنه كان لها نشاط واسع في إفريقيا والولاياتالمتحدة، وتوصية أخرى بأن تكون موجودة في اجتماع كان من المزمع عقده في طرابلس بين مسئولين ليبيين ومسئول كبير في وزارة الزراعة الأمريكية. وتتناول رسالة أخرى من عميلة للمخابرات الليبية، واردة من بيروت، حديثا طويلا عن عدد من المطلوب مراقبتهم والتقرب إليهم لمعرفة ما يقومون به من أنشطة ضد النظام الليبي، بخاصة أن بعضهم كانت له علاقات مع المجتمع الليبي الارستقراطي في بريطانيا. وترد في البرقية أيضا معلومات عن صحافية بريطانية كانت تسعى لعمل موضوعات من ليبيا، وتتطرق إلى والدتها، التي تقول الرسالة إن مسئولا ليبيا سابقا كان على علاقة عاطفية بها، برغم أنها تتعاون مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). ومع مرور الوقت، يتبين أن عددا من عميلات القذافي بدأن يفقدن خيوط التواصل مع المسئولين عنهن، بخاصة في الفترة الأخيرة من حكم القذافي. وتقول سيدة بعثت ببرقية تدور حول عميل لمخابرات القذافي يهدد بالكشف عن معلومات خطيرة وتطلب التدخل بسرعة، وقد بدت في حالة يأس من تكرار الطلب وعدم الرد عليها. تذكر السيدات اللائي كن يبعثن ببرقيات من أماكن مختلفة حول العالم إلى مقر العقيد في طرابلس، بالصور التي كان القذافي يظهر فيها ومن حوله حارسات سمراوات مسلحات. وتكشف رسائل السيدات عن أسرار تخص عددا من الرجال ممن عملوا بالقرب من معمر القذافي، من بينهم مسئول ليبي سابق شهير (هارب خارج البلاد)، وتطرقت برقية مرسلة من بيروت إلى "علاقة عاطفية" له مع سيدة متعاونة مع "موساد" الإسرائيلي، استمرت ربع قرن من الزمان.