أعرب مسئول أمنى رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبى، اليوم الجمعة، عن اعتقاده بأن الحكومات الجديدة المنتخبة بمصر وتونس تتعرض لضغوط كبيرة لإحداث تغييرات سريعة لتحسين الاقتصاد ومستوى المعيشة. وأشار إلى أن تلك الأمور لا تحدث بين ليلة وضحاها مما يجعل من السهل على "السلفيين والمتشددين" محاولة استغلال إحباط الشعوب من عدم وجود تلك التغييرات المطلوبة للأفضل وهو الأمر الذى يضع مزيدًا من الضغوط على الحكومات المنتخبة للإسراع بالإصلاح. جاء ذلك خلال لقاء عقده المسئول الأمنى، الذى طلب عد الكشف عن اسمه، مع عدد من الصحفيين العرب الذين يقومون بزيارة لبروكسل حاليا، عرض خلاله كيفية تنامي حجم ونطاق التحديات والمخاطر الحالية والمستقبلية التى تواجه أوروبا في مجال مكافحة الإرهاب وبخاصة من جانب تنظيم القاعدة فى ضوء العديد من المتغيرات ومن بينها ما صاحب الربيع العربى من إضعاف لقدرات أجهزة الأمن فى دول شمال افريقيا أوروبا للجهاد فى سوريا. وقال المسئول الأوروبى إن خطر الإرهاب لم يعد كما كان فى 11 سبتمبر 2001، فالقاعدة لم تعد منظمة واحدة، بل انقسمت لمنظمات عدة فى تخصصات مختلفة، وهناك منظمات لتجميع الأموال وأخرى للتخطيط للعمليات الإرهابية ومنظمات أخرى للتنفيذ مما يجعل مسألة مكافحة الإرهاب أمرا أكثر صعوبة وتعقيدا، كما أن القاعدة لديها فروع محلية داخل الدول مثل القاعدة فى العراق والجزيرة العربية واليمن، مضيفا أن أعمال تلك المنظمات لا تقتصر محليا فقط، بل يمكن أن تقوم بعمليات إقليمية ودولية تستهدف الغرب. واستطرد قائلاً: "إن هناك شبابًا يعيش فى أوروبا ويقوم بالسفر إلى دول أخرى من أجل الجهاد مثل الصومال واليمن وسوريا"، مؤكدًا أن سوريا أصبحت تجتذب الآن المئات من الاوروبيين، وليس من الواضح ما إذا كانوا ينضمون للجيش السورى الحر أم لجبهة النصرة. وأضاف المسئول الأمنى رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبى أن الاتحاد لديه معلومات أن معظم هؤلاء الشباب يفضل الانضمام لجبهة النصرة المتشددة، موضحًا أن هناك جهاديين غير مرتبطين بالقاعدة أو بأى منظمة تتبعها لكنهم يصبحون متطرفين عن طريق التواصل على الإنترنت أو من خلال أحد الأئمة المتطرفين. وأشار إلى أنه يمارس عليهم عمليات أشبه بغسيل المخ ما يؤدى بهم للانضمام للجهاديين ويسافرون لخارج أوروبا حيث يتم تدريبهم بعد مرورهم بمرحلة التطرف الأيديولوجى فى أوروبا بحيث يتم تدريبهم بالخارج على استخدام الأسلحة وصنع القنابل. وضرب المسئول الأوروبي مثالا على ذلك بأحد الشباب الفرنسيين الذى أصبح راديكاليا بعد دخول السجن ثم سافر لدولة عربية ومنها لباكستان للحصول على التدريب قبل أن يعود لفرنسا لينفذ عملية إرهابية ويقتل جنودا فرنسيين. وأوضح أن هناك حاليًا دولا رخوة ما يمكن المتشددين من الاختباء والتدريب بها مثل الصومال أو الانضمام لجماعات ارهابية مثل بوكو حرام فى نيجيريا أو فى جماعات أخرى بالصومال واليمن وليبيا، موضحا أن هناك أيضا تساؤلا كبيرا حول الوضع بعد انسحاب القوات الأمريكية والدولية من أفغانستان فى 2014 ، قائلا نحن لا نعلم إذا ما كانت القوات الأفغانية مستعدة لمواجهة التحديات وما هو تأثير ما سيحدث على جيران أفغانستان. وأضاف أن الربيع العربى رغم ما شكله لأوروبا من أنباء جيدة فى البداية - كان له تأثير ، حيث لم يكن فى البداية هناك أى ارتباط بما سيحدث بالقاعدة، كما أن المتظاهرين فى تونس ومصر لم يلمحوا إلى القاعدة التى ظهر أنها فقدت رونقها، مستطردا أنه ما زالت هناك تحديثات لإعادة بناء مؤسسات الأمن فى دول الربيع العربى بعدما أصابها الضعف بسبب ممارسات القمع التى كانت تنتهجها فى النظم الديكتاتورية.