بعبارة نيكوس كازانتزاكيس "ما كان مطلوبًا هو الوجود المستمر لقلوب تتذكرني"، تفتتح الشاعرة رنا التونسي ديوانها السادس "السعادة"، الذي صدر عن دار "ميريت" بالقاهرة تزامنًا مع انطلاق الدورة ال44 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (23 يناير – 5 فبراير)، مهدية إياه إلى "حياة". تقول رنا، المقيمة منذ سنوات في الدوحة، في حديثها ل"بوابة الأهرام": "النصوص قصيرة للغاية، كأنما يرافقني لهاث في الركض المستمر، نحو سعادة لا أريد لها أن تفضي إلى صحراء". وتوضح رنا أن ديوانها ينبني على قسمين محوريين، الأول هو "السعادة"، والقسم الثاني هو "صحراوات"، وبين القسمين تتشرذم الذات، وتتأرجح نثارات القصائد. يُذكر أن رنا التونسي من شاعرات جيل التسعينيات البارزات في مصر، تكتب قصيدة النثر برهافة وحساسية واختزال، ومن أعمالها المنشورة دواوين: "ذلك البيت الذي تنبعث منه الموسيقى"، "تاريخ قصير"، "وطن اسمه الرغبة"، "قبلات". من أجواء ديوان "السعادة"، نقرأ للشاعرة: "أحارب الاكتئاب بقوة وهو يرتفع بي مثل أراجيح الطفولة أتشبث برغبة بك ثم أمقتها بعد حين أحدثك عن القمر بينما عابر ضرير يتعثر باللاضوء الكلمات الأكثر عادية تخيفني، تصبح كالأغلال في قلبي أريد أن أذهب إلى البحر أراقب ذلك الغياب القاسي وهو يعتصرني أبحث عن فراشة صغيرة لأقتلها بيدي وأتعرف على الرقة"