قتل 9 أشخاص على الأقل، وأصيب ستة أخرون بجروح خطيرة بالرصاص الليلة الماضية في مواجهات جديدة بين متظاهرين وقوات الأمن في تونس التي تشهد حركة احتجاج لا سابق لها ضد البطالة. وفي العاصمة التونسية، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل دعمه المطالب "المشروعة" للمحتجين. وقال المدرس النقابي بلقاسم صيحي لوكالة الأنباء الفرنسية إن القتلى سقطوا عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في وسط تالا البلدة القريبة من القصرين وسط غرب تونس. وقالت المصادر نفسها إن بين الجرحى ستة مصابين بجروح خطيرة نقلوا إلى مستشفى في القصرين كبرى مدن المنطقة، التي شهدت صدامات عنيفة أيضا ليل السبت الأحد. وأكد شاهد عيان طالبا عدم كشف هويته أن طفلا في الثانية عشرة من عمره قتل برصاصة في الرأس في مدينة النور. ولم تؤكد السلطات أو تنفي حدوث المواجهات أو حصيلة الضحايا. وإذا تأكدت هذه الأرقام سترتفع حصيلة القتلى منذ اندلاع المواجهات إثر قيام محمد البوعزيزي (26 عامًا) بإحراق نفسه في 17 ديسمبر في سيدي بوزيد (265 كلم جنوبتونس) احتجاجًا على مصادرة عربته لبيع الخضار، إلى 11 شخصا. وقد تحول البوعزيزي إلى رمز لحركة احتجاجية على الأوضاع الاجتماعية السيئة والبطالة وخصوصا بين خريجي الجامعات الشباب. وفي تونس،أعلن عبيد البريقي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل دعمه المطالب "المشروعة" للمحتجين، وذلك أمام مئات الأشخاص يحيط بهم مئات من رجال الأمن باللباس المدني ووحدات مكافحة الشغب. وقال البريقي "إننا ندعم مطالب سكان سيدي بوزيد والمناطق الداخلية"، مؤكدًا أنه "لا يمكن للاتحاد العام التونسي للشغل إلا أن يكون مع هذه الحركة ووراء المحتاجين والذين يطلبون وظائف". وتابع وسط تصفيق الحاضرين "ليس طبيعيا إدانة هذه الحركة وليس طبيعيا الرد عليها بالرصاص"، داعيا إلى "الحوار مع الشبان". ولزم الحاضرون دقيقة صمت "على أرواح شهداء" حركة الاحتجاج الاجتماعية بعدما عزف النشيد الوطني وأناشيد بثتها مكبرات الصوت. ورددوا "عمل وحرية وكرامة" و"خبز وحرية وكرامة" وشعارات أخرى ضد الفساد والقمع. وفي بيان من عشر نقاط تبنى الاتحاد العام التونسي للشغل رسميا المطالب الاجتماعية، وطالب بإصلاحات و"ترقية الديموقراطية وتعزيز الحريات". كما دعا البيان إلى تحديد "جوانب سوء الإدارة" و"الممارسات التي تنتهك بشكل فاضح قيم العدالة والحرية والمساواة". من جهة أخرى، قال القيادي النقابي صادق محمودي، إن منطقة تالا كانت مسرحًا لمواجهات عنيفة أقدم خلالها المتظاهرون الجمعة على نهب سلع وإضرام النار في مصرف ومبان رسمية. وأضاف في اتصال هاتفي أن الجيش انتشر السبت للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات واتخذ مواقع له حول المباني الرسمية. وتحدث شهود عيان عن محاولات انتحار جديدة السبت، قام بها ثلاثة أشخاص في القصرينوسيدي بوزيد. وقال أحد هؤلاء الشهود لفرانس برس أن منصف عبدلي (52 عاما) وهو أب لأربعة أطفال أضرم النار في نفسه بالقرب من أحد الأسواق في وسط سيدي بو زيد. وفي القصرين، حاول الشاب حلمي خضروي العاطل عن العمل الانتحار بسكب البنزين على نفسه وإضرام النار بنفسه، حسبما أعلن أحد سكان المدينة. ومن ناحيتها، ذكرت صحيفة الصباح أن رجلا في الخامسة والثلاثين من العمر حاول الانتحار بعد مظاهرة في قصرين. ونشرت تصريحا لمفتي الجمهورية التونسية أكد فيه أن الانتحار خطيئة ويحرمه الإسلام.