قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأسبق، إن "مشكلة أزمة مياه النيل موجودة منذ مطلع القرن التاسع عشر"، مشيرا إلى أن ذلك هو ما دفع بريطانيا توقع اتفاقيات باسم مصر ودول منابع النيل وكذلك دفع مصر للحرب في شرق إفريقيا على عهد محمد باشا عليا والخديو إسماعيل. وأكد أبو الغيط، خلال حواره مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على فضائية "الحياة"، أن هناك من يتعامل مع الأزمة بجدية، ومن يضع عليها "بطانيات"، مشيرًا إلى أن ذلك ما حدث خلال الفترة الأخيرة من عهد مبارك. وشدد على أن وزارة الخارجية استشعرت بالأزمة منذ عام 2005، مشيرًا إلى أنه أعطى ذلك الملف أولوية خاصة منذ وصوله لمنصب وزير الخارجية. ونوه إلى أن إسرائيل تشكل خطرًا حقيقيًا على مياه منابع النيل، مشددًا على أن جهاز المخابرات العامة والدبلوماسية المصرية وضعت إسرائيل في حجمها الحقيقي خلال الفترة التي شغل فيها منصب وزير الخارجية، وحد من دورها في التأثير على أزمة منابع النيل. وقارن أبوالغيط بين برامج الصين التنموية لإفريقيا وبرامج مصر، موضحًا أن بكين رصدت 5 مليار دولار لكل ثلاثة أعوام خلال الفترة من عام 2005 وحتى العام الماضي، ارتفعت ل 10 مليارات، مؤخرا في الوقت الذي رصدت مصر فيه 30 مليون دولار عن الفترة ذاتها بمعدل 10 ملايين دولار وارتفعت تحت ضغوط وزارة الخارجية إلى 100 مليون عام 2010. وأشار إلى أنه عندما كان يقترح على بعض الوزراء بالمجموعة الاقتصادية الذهاب معه إلى رحلة لإفريقيا كان الرد "بوركسل أجدع"، مشيرا إلى أن تلك المعلومات كانت على مائدة الرئيس ورئاسة الوزراء. ولفت وزير الخارجية الأسبق إلى أن إشكالية مصر مع إثيوبيا لم تكن متعلقة بالأشخاص، موضحا أن رئيس الحكومة الإثيوبي ميليس زيناوي، قال له : "أنا لا أستطيع أن أقنع الشعب الإثيوبي بأن مصر تحصل على مياهه دون مقابل". وأوضح أن ملف المياه لم يتحرك خطوة للأمام عما تركه هو ووزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، مشيرا إلى أن المسئولين الإثيوبيين كانوا يقابلونه بحفاوة. وأوضح أبو الغيط أن ملف الأممالمتحدة كان أكثر الملفات التي يتحرك فيها بحرية، موضحا أن القوى العظمى في العالم تنظر لمصر على أنها دولة مسلمة عربية وإفريقية وهم لا يريدون تلك التوليفة. وأشار أبو الغيط إلى أن ما عرقل نجاح مصر في الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن المنافسة الحادة من دول كبيرة في القارة ومنها دول عربية مثل الجزائر وليبيا، منوها إلى أن تلك الدول كانت تردد لماذا مصر؟، ولماذا تحصل على كل شيء دون باقي الدول؟. وأقر أبو الغيط أن تصريحات علاء مبارك نجل الرئيس السابق أضرت بالعلاقات المصرية الجزائرية كثيرًا، مشددًا على أن سبب الأزمة هو الإعلام المصري والذي روج أن المصريين تم الاعتداء عليهم بالخرطوم وهو ما لم يحدث. وأشار إلى أن رئيس الجمهورية كان على قناعة بأن المصريين تم الاعتداء عليهم رغم أنه عرض عليه الحقيقة، منوها إلى أنه حاول كثيرا الحد من فاعلية الأزمة من خلال تصريحاته في وسائل الإعلام والتي لم يسمعها عاقل.