أبو الغيط: سليمان كان الأكثر تأثيًرا على مبارك.. وعلاقته بطنطاوي حميمية.. ورجال أعمال نسفوا التقارب المصري الإفريقي أكد أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الدور الذي لعبه اللواء عمر سليمان في إنقاذ حياة الرئيس السابق حسني مبارك، جعله الشخصية الأكثر فاعلية في النظام السابق.
وأوضح أبو الغيط، خلال حوار مع برنامج «الحياة اليوم» اليوم الخميس، أن سليمان كان صاحب التأثير الأكبر على تغيير رأي مبارك وإثنائه عن قرار ودفعه لاتخاذ آخر.
وقال إنه واللواء عمر سليمان كانا الشخصيات الفاعلة في السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى أن ذلك كان بفعل السياسة العامة التي يضعها رئيس الجمهورية وبدقة.
وأقر أبو الغيط أن عمر سليمان كان مستشارًا للأمن القومي لرئيس الجمهورية ، حينها، دون أن يحمل ذلك المسمى، موضحا أن سليمان كان قريبًا جدا من الرئيس ولديه مجموعة محيطة تقوم بجمع المعلومات وفحصها بدقة ووضع الخيارات على مائدة مبارك وتزكية الخيار الأفضل من وجهة نظره.
وأوضح أبو الغيط أن بعض الشخصيات الوزارية قامت بمحاولة للعب دور في السياسة الخارجية إلا أنه عندما علم بذلك أبلغ احتجاجه للسفير سليمان عواد سكيرتير المعلومات برئاسة الجمهورية وللرئيس السابق نفسه، موضحا أن مبارك أصدر تعليمات بعدم تدخل أي شخص مهما كان موقعه بملف الخارجية المصرية دون أبو الغيط وسليمان.
ووصف أبو الغيط ما أثير حول وجود حالة من الغيرة بين سليمان والمشير طنطاوي بالكذبة الكبرى، مشيرا إلى أنه نفسه عاش تحت هذا الوهم لفترة طويلة، ولكن الأيام ثبتت بطلان وكذب تلك الفكرة.
وأشار إلى أنه لم تكن هناك قضية متعلقة بالأمن القومي إلا وعقد بشأنها اجتماعات ونظم بشأنها مجموعات عمل من خبراء وزارتي الخارجية والدفاع وجهاز المخابرات العامة، موضحًا أنه كان يدخل إلى تلك المجموعات الضيقة أخرى من وزارات أخرى إذا كان لها دور.
وأشار إلى أن العلاقة بين سليمان وطنطاوي كانت حميمية ومتسمة بالمجاملة، موضحا أن المنافسة بين الرجلين في الصغر خلال تواجدهم بالقوات المسلحة هو الذي دفع بعض الأشخاص إلى ادعاء تلك الكذبة الكبرى.
وكشف أبو الغيط أن الأجهزة الأمنية لعبت دورا في الحد من قيادة مبارك لدور مصر في إفريقيا، منوها إلى أنه عندما ذكر للرئيس السابق أن دور مصر تراجع أمن عليه ودعاه لتطوير علاقة القاهرة بإفريقيا.
وأشار أبو الغيط إلى أن هناك مجموعات مصالح من رجال الأعمال كانت تنسف الخطوات التي تتخذها القاهرة لترميم علاقة مصر بدول منبع النيل، موضحا أن هناك خريطة مصالح وضعت أكثر من مرة وأمن الرئيس ومجلس الوزراء عليها إلا أن مجموعات المصالح عرقلة تلك المشروعات باستيراد اللحوم والشاي من دول منابع النيل.
وكشف وزير الخارجية الأسبق، أنه نجح في التفاهم مع أوغندا في عقد اتفاقيات اقتصادية تقوم على قيام مصر بزراعة عدة هكتارات والعمل على بناء مشروع رعي كبير إلا أن مجموعات المصالح عرقلة تلك المشروعات رغم أنها أدرجت على برنامج على الحكومة، موضحا أن هذا المشروع كان سيكون له فوائد عديدة من أهمها وجود نفوز كبيرة للسياسة المصرية في دول منبع النيل بالإضافة إلى عوائد مالية كبيرة.