وضع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بالموقف الراهن لملف مياه النيل وأوضح أبعاد الموقف المصري برمته في هذا الأمر بحديث أجراه مع الأستاذ محمد علي إبراهيم رئيس تحرير جريدة الجمهورية نشر بالأمس. وأكد أبو الغيط أن الحقوق المائية المصرية خط أحمر لا تنازل فيه وأن مصر تملك من الأدوات القانونية والسياسية والدبلوماسية ما يمكنها من الحفاظ علي حقوقها وأن أي محاولة للمساس بتلك الحقوق سيتم التعامل معها بحسم موضحاً ان حديث البعض عن حرب بسبب المياه هو من الأمور غير المطروحة بالنسبة لمصر مشدداً علي أن الهدف المصري هو تعاون بين دول الحوض وليس تناحراً ولكن المطروح حالياً من جانب دول المنبع لا يمكن لمصر القبول به خاصة وأن مشروع الاتفاق الاطاري لم يتضمن أي اشارات لضرورة احترام الاتفاقيات القائمة. وقال أبو الغيط: كل هذه المسائل يتم التعامل معها سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً وعبر مجموعة من الادوات الموجودة لدي مصر ومن بينها القدرة علي تقديم الدعم والمساعدة للدول الصديقة. وأضاف إن مصر حرصت علي التأكيد لدول المنابع والدول والجهات المانحة أن فتح الباب للتوقيع علي مشروع الاتفاق الاطاري معناه انتهاء المفاوضات بشأنه وبالتالي اعلان فشل مبادرة حوض النيل موضحاً انه في هذه الحالة ستقوم دول المنابع بالتوقيع منفردة وانشاء جهاز خاص بها لا يختلف كثيراً عن المؤسسات القائمة بالفعل في اطار تجمع دول شرق افريقيا ولكنه لن يكون شاملاً إذ لن يضم في عضويته دولتي المصب «مصر والسودان» وهنا ستكون دول المنابع ملتزمة باحترام قواعد القانون الدولي التي تؤسس مبدأ عدم الاضرار وتحترم التزاماتها بموجب الاتفاقيات القائمة بين دول الحوض والعرف الذي تأسس علي ممارسات دامت لمئات السنين بين تلك الدول. ورداً علي سؤال حول دور اسرائيل في تخريب العلاقة بين دول الحوض وبالذات مع مصر، قال أبو الغيط: لاشك ان هناك مساعي اسرائيلية لدعم علاقاتها بالدول الافريقية وهو أمر ليس جديداً بل إن اسرائيل منذ فترة طويلة تحاول دعم تواجدها في تلك الدول. وشدد علي أن مصر هي أكبر دولة افريقية قدمت وتقدم مساعدات لأشقائها في مختلف أرجاء افريقيا ففي حقبة الستينيات كانت مصر سباقة في دعم حركات التحرر في بقاع عديدة من القارة وكانت هذه سمة العصر واضطرت لتقليص التعاون اجمالاً في مراحل محددة بعد حرب 1967 وكذلك حرب 1973 ولكن منذ مطلع الثمانينيات وحتي الآن تمد مصر قدر استطاعتها يد العون للأشقاء في مختلف ربوع القارة، مشيرا الي انه من الصعب أن تجد دولة في افريقيا لم تتدرب كوادرها في مصر طوال السنوات الأربعين الماضية.