بعد هجمات القرش بشرم الشيخ التي تسببت في تراجع معدل الحجوزات السياحية، فوجئ الجميع بالتفجير الذى استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية مع بدء الاحتفالات بأعياد الميلاد التي تشهد انتعاشًا بحركة السياحة الداخلية. "بوابة الأهرام" استطلعت آراء العديد من الخبراء السياحيين والاقتصاديين حول مدى تأثير الحادثتين على السياحة المصرية التي تدرتسهم بحوالى 20% من إجمالي العملات الصعبة الوافدة لمصر. آمال محمد لهيطة، رئيس مجلس إدارة شركة "مينا فيل" للسياحة، تؤكد وجود تخوف لدى السائحين القادمين من أوروبا وأمريكا بعد الحادث الأخير، مشيرًة إلى أن هجمات القرش لم تؤثر على بعض مناطق سيناء كسفاجا والغردقة، مشيرًة إلى أن الغموض الذي يكتنف حادث الإسكندرية يثير بعض القلق والخوف حول مستقبل الموسم السياحي المقبل. وأشارت إلى أن نسبة الإشغالات مازالت جيدة حتى الآن. ووافقها الرأي اللواء أحمد أبو طالب رئيس لجنة السياحة والإعلام بمجلس الشعب سابقًا، الذي توقع أن يكون للأحداث الأخيرة تأثيرا على السياحة المصرية، إلا أن معالجتها بسرعة سيساهم بعودة الأمور لمجاريها لأن السياحة المصرية "تمرض ولا تموت". وأضاف أن السياحة معروف عنها أنها صناعة حساسة جًدا خاصًة فيما يتعلق بالأمن، وإن كانت أحداث مثل واقعة أسماك القرش فى "شرم الشيخ" موجودة بالعالم كله وتجذب نوعا من السائحين الذين يفضلون المغامرات، إلا أن المسالمين من السياح تأثروا بالحادث وقلت أعدادهم، كما ستوثر أحداث الإسكندرية على السياحة الوافدة، فالسائح ييبحث بالمقام الأول عن الأمن وعدم التعرض لمخاطر بالمقصد الذي يعتزم التوجه إليه. وأيد فاروق العشري الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الناصري الآراء السابقة وأشار إلى أن هذه الأحداث ستؤثر على معدلات السياحة الوافدة لمصر خلال الفترة القادمة بصورة نسبية، ولكن يجب على وزارة السياحة التذكير بتاريخ مصر السياحي والثقافي ودعوتها الدائمة للسلام والحوار، لافتًا إلى وجود تهويل من وسائل الإعلام الغربية بهدف ضرب السياحة المصرية مما يستدعي من العاملين بوسائل الإعلام الخاصة والفضائيات عدم الإنزلاق لهذا الشرك وألا تنساق وراء الشائعات والتهويل عن غير قصد . في المقابل، يؤكد عبدالعزيز صالح، رئيس الإدارة المركزية لشئون المناطق السياحية، أن الواقعتين لن تؤثرا على السياحة المصرية لا من قريب ولا بعيد، فالإشغالات بالمناطق السياحية بسيناء تتجاوز ال 90% ، كما أن هذه الحوادث يمكن أن تقع بأي مكان بالعالم. وأشار صالح إلى أن بعض وسائل الإعلام والفضائيات تهول الأحداث التي تقع بمصر رغم وقوع حوادث بكل دول العالم، مطالبًا العاملين بالإعلام بالالتزام بالموضوعية والبعد عن الإثارة. وأوضح أن السياحة تتأثر بالعديد من العوامل التي لايمكن عزلها عن بعضها، فالأزمة المالية التي تعاني منها دول أوروبية كاليونان وأيرلندا وأسبانيا وموجة الطقس السيء التي تجتاح بعض مناطق العالم تحمل تأثيرًا على معدلات السياحة الوافدة، كما أن موسم الشتاء يحمل معدل أقل لحركة السياحية الوافدة للإسكندرية عن الصيف. أما وليد البطوطي، الخبير السياحي ووكيل النقابة العامة للمرشدين السياحيين المصريين وأمين صندوق الاتحاد الدولي للمرشدين السياحيين، فطالب وزارة السياحة بالشفافية في التعامل مع الأزمتين والتحرك السريع لمعالجتهما، وعدم "التهوين أو التهويل منهما". وأكد البطوطي أن الحادثتين خلقا حالة من التخوف لدى السائحين لكن الموسم السياحي جيد جدًا حتى الآن . ودعا إلى استحداث وحدة لإدارة الأزمات بوزارة السياحة تكون مهمتها التعامل المباشر مع هذه القضايا والتخطيط للتغلب علي تداعياتها بشفافية ومصداقيتها، رافضًا الدعوات التي أطلق البعض لإيجاد قناة حكومية سياحية لمخاطبة الآخر، موضحًا أنها لن تحقق هدفها ولن تحظى باهتمام السائح الغربي.