حظيت غالبية المناطق السياحية فى مصر بنسبة إقبال فاقت التوقعات، إذ تنبأ عدد كبير من خبراء السياحة أن تشهد احتفالات رأس السنة، إقبالا محدودا من السياح الأوروبيين، خاصة للمناطق الساحلية من شبه جزيرة سيناء، مرجعين ذلك للحوادث الأخيرة التى شهدتها من هجوم متكرر لأسماك القرش. وقال عدد من أصحاب الفنادق والقرى السياحية فى محافظة البحر الأحمر وخاصة مدينة الغردقة إن نسبة الحجوزات خلال احتفالات الكريسماس، فاقت نسبة الأعوام الماضية، «متراوحة بين 95 و100%» بحسب اللواء حاتم منير، أمين غرفة المنشات الفندقية فى المحافظة، مضيفا: «القارة الأوروبية تشهد موجة من الصقيع والثلوج، ما أسهم فى ارتفاع نسبة الإشغالات الفندقية فى المحافظة، ولم تؤثر حوادث أسماك القرش على السياحة الوافدة للمحافظة». وقال نور على رئيس غرفة شركات السياحة فى البحر الأحمر: «محافظة البحر الأحمر استقبلت خلال نفس الفترة من العام الماضى 3 ملايين و800 ألف سائح، وهذا العام تجاوز العدد حاجز ال4 ملايين». وفى محافظة جنوبسيناء، قال القبطان حسين غالى مدير ميناء ترافكو السياحى إن حركة مراكب السفارى والغوص «عادت تدريجيا إلى معدلاتها الطبيعية، إذ بلغ إجمالى المراكب التى خرجت من سقالات ترافكو وخليج نعمة وخليج القرش وكورال باى إلى 87 مركبا، وهو مؤشر ايجابى لعودة الحركة مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة». وعلمت «الشروق» أن وزيرى السياحة والبيئة ومحافظ جنوبسيناء تفقدوا، أمس الأول شواطئ شرم الشيخ بحرا، وعقدوا اجتماعا مغلقا بعيدا عن وسائل الإعلام لمناقشة الترتيبات المستقبلية لتأمين الشواطئ من تسلل اسماك القرش مجددا. وقال عبدالناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين فى أسوان إن حوادث أسماك القرش «لم تؤثر بالزيادة أو النقصان فى إعداد السائحين الوافدين إلى المحافظة فى احتفالات أعياد الميلاد». وأضاف: «السائحون الموجودون خلال تلك الفترة من السنة من محدودى الدخل الذين لن يتمكنوا من شراء برامج سياحية فى أسوان إلى جانب برنامج شرم الشيخ علاوة على أن الطيران من شرم الشيخ إلى أسوان مكلف وهو ما يجعل من نزوح السائحين إلى أسوان أمرًا صعبا. وعلى العكس من أسوان والمحافظات السياحية الساحلية، تشهد الحركة السياحية فى الأقصر انخفاضا ملحوظا، بعدما كانت إشغالات الفنادق تسجل فى هذه الفترة من السنة نسبة إشغالات تصل إلى 100%. وقال على الجزار، أحد الخبراء السياحيين فى المحافظة، أن «الأقصر تعانى هذا العام من كساد سياحى أرهق العاملين فى المجال السياحى، وأهالى المحافظة عامة، لأنهم السياحة تمثل العمود الفقرى للاقتصاد فى المنطقة»، مرجعا ذلك إلى « هروب السياح من سمكة القرش التى أثارت الرعب فى شرم الشيخ، وإذ لم يأت السائح إلى شرم الشيخ، لن يأتى لزيارة الأقصر بالتبعية، علاوة على أن سوء الأحوال الجوية كان سببا فى إغلاق معظم المطارات الأوروبية».
