أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم الخميس المشاركة في مهرجان حركة فتح بمناسبة انطلاقتها الذي يجري لأول مرة في قطاع غزة منذ عام 2007 وسط احتفالات صاخبة. وقدم المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في بيان صحفي التهنئة إلى حركة فتح في ذكرى انطلاقتها السنوية 1948، معتبرا أن "هذه الأجواء الإيجابية والتفاعل الشعبي في غزة هو إنجاز لحماس كما هو إنجاز لحركة فتح". وأكد برهوم أن حماس التي ستشارك فتح هذا المهرجان معنية بنجاحه وإتمامه على أكمل وجه، كما أن الحكومة في غزة والكل معني بذلك. وذكر أنه يجرى "توفير كل المتطلبات لإنجاحه والاستمرار في ترسيخ هذه الأجواء الإيجابية كي نؤسس جميعا لمرحلة جديدة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية". وتقيم فتح مهرجان انطلاقتها في ساحة السرايا الرئيسية وسط غزة ظهر غد بعد أن كانت حماس رفضت طلبها الأول بإقامة المهرجان في ساحة الكتيبة. وكانت ساحة السرايا مقرا لمجمع وزارات وسجن رئيسي في غزة ودمرتها إسرائيل على مدار أعوم بغارات جوية كان آخرها الهجوم العسكري الأخير منتصف الشهر الماضي. ولا تزال قوات من جهاز الأمن الوطني التابع لحركة حماس ترابط في جزء من بقية مباني السرايا. وتشهد الساحة وجودا لعشرات الآلاف من أنصار فتح منذ يومين بخاصة في ساعات المساء وذلك بعد إتمام ترتيبات فنية تضمنت إقامة مسرح كبير يجسم المسجد الأقصى. ويحتفل أنصار فتح بشكل صاخب وغير مسبوق بانطلاقة حركتهم وهم يلوحون براياتها الصفراء على وقع أغان للتراث الفلسطيني وأخرى تمجد لحركة فتح. ووصلت قيادات من فتح من الضفة الغربية إلى غزة أبرزهم عضو لجنتها المركزية جبريل الرجوب الذي تفقد الساحة الرئيسية فور دخوله من معبر إيرز الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي. واجتمع الرجوب مع رئيس حكومة إسماعيل هنية في غزة وأكدا على تكاتف كافة الجهود لإنجاح المهرجان والحفاظ على الأجواء الإيجابية لدفع جهود تحقيق المصالحة. وسيتضمن المهرجان كلمة متلفزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم فتح ولم يزر غزة منذ سيطرة حماس على الأوضاع فيه. وقال عباس ظهر اليوم، في اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله، إنه يأمل أن تمهد احتفالات غزة للوصول إلى المصالحة التي أكد أنها "الهدف المنشود" بعد الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة في نوفمبر الماضي. ويتضمن المهرجان كلمة للقوى الوطنية والإسلامية يلقيه القيادي في حماس روحي مشتهي الذي اعتقلته إسرائيل لسنوات وأفرجت عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الحركة في 18 أكتوبر الماضي. ويحمل مهرجان فتح في غزة شعار (الدولة والانتصار) للاحتفاء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الماضي ترقية مكانة فلسطين لديها إلى صفة دولة غير عضو تتمتع بصفة مراقب بتأييد دولي واسع. ويعود آخر مهرجان جماهيري نظمته فتح في غزة إلى 13 نوفمبر 2007 لإحياء ذكرى وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وجرت اشتباكات استخدمت خلالها شرطة حماس الأسلحة النارية ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وسمحت السلطة الفلسطينية لحركة حماس لأول مرة منذ بدء الانقسام الداخلي عام 2007 الاحتفال بذكرى انطلاقتها رقم 25 منتصف الشهر الماضي في عدة مدن بالضفة الغربية.