أثارت تصريحات د.عصام العريان، القيادي الإخواني البارز، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، حول المطالبة بعودة اليهود المصريين الذين سافروا منذ سنوات طويلة لإسرائيل، ردود فعل وانتقادات من قوى سياسية عديدة، متسائلين عن مغزى طرحها في هذا التوقيت، معتبرين أنها "عربون" ولاء لأمريكا وإسرائيل، وإلهاء للمعارضة في هذه المرحلة بعد إقرار الدستور. أدان أبو العز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية تصريحات العريان، متهما جماعة الإخوان بتنفيذ مشروع أمريكى لحل المشكلة الصهيونية العربية على حساب أرض مصر، بحسب قوله. وفى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، أضاف الحريرى "تلك التصريحات فى ذلك التوقيت تتفق مع المادة 145 في الدستور الجديد والتى تتيح لرئيس الجمهورية الحق في مباشرة المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة وتغيير حدود مصر باعتبارها من حقوق السيادة، بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلسي الشعب والشوري، مما قد يترتب عليه تنفيذ المخطط الأمريكى المزعوم تحت مسمى "الشرق الأوسط الجديد". وأشار الحريري إلى أن المادة 236 من الدستور حصنت القرارات الصادرة عن المجلس العسكرى ورئيس الجمهورية خلال الفترة الانتقالية وكذلك اللائحة التنفيذية التى أصدرها رئيس الوزراء هشام قنديل برقم 915، والتى تبيح للعرب تملك أراضى سيناء، واصفا القرار الصادر من قِبل الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع بشأن منع تملك أرض سيناء للعرب بكونه استهلاكيا ومنعدماً، وتم إصداره للتغطية على القانون الصادر من المجلس العسكرى برقم 14 لسنة 2012، وأن الجيش لو كان بالفعل يريد إلغاء هذا القانون لوقف ضده حين أصدره المجلس العسكرى فى 19 يناير 2012 قبل أن يحصن بموجب المادة 236 من الدستور الجديد. ولفت الحريري إلى أنه قام برفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى حملت رقم 13384 لسنة 67 قضائية طالب فيها بإلغاء قرار مجلس الوزراء، بإصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم 14 لسنة 2012 و600 لسنة 2012، بتشكيل مجلس وطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء، وما سيترتب عليه من آثار، معتبرا أبرزها حق رئيس الجمهورية فى بيع أراضى سيناء للعرب، مستنكرا أن توضع مادة فى الدستور تسمح ببيع أراضي مصر، حسبما قال. واعتبر الحريري أن تصريحات العريان حول اليهود المصريين فى ذلك التوقيت وبعد خطاب الرئيس مرسي الذى أعلن فيه إقرار الدستور تكشف عن نية الجماعة تجاه التفريط فى الوطن عبر التجاوب مع أمريكا وإسرائيل وحل القضية الفلسطينية على حساب الأراضي المصرية، على حد قوله، بعد اطمئنان الجماعة لتلك السلطة وتمرير الدستور، معتبرا تلك التصريحات أسوأ بكثير من التطبيع مع إسرائيل الذى ناضلت ضده قوى المعارضة "الشريفة" فى السنوات الماضية. وتساءل الحريرى: لماذا لم يوجه العريان نداءه بالعودة لمصر لكل المصريين المهاجرين فى الخارج؟ ولماذا خص منهم اليهود تحديدا؟، مضيفا باستنكار" كان أولى للعريان أن يدعو كل يهودى للعودة إلى بلاده الأصلية وترك فلسطين حتى يعود اللاجئين الفلسطينيين لأراضيهم، لكن دعوته بعودة اليهود المصريين تساهم فى تدعيم موقف الصهيونية وهى دعوة مريبة وغير وطنية لأن اليهود المصريين رحلوا وحصلوا على كل حقوقهم ولم يعد لهم شيء بمصر". من جانبه استنكر القطب اليسارى عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكى والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى تصريحات الدكتور عصام العريان، مبديا دهشته وصدمته الشديدة، مضيفا" أنا مندهش حقيقةً، فالبلد يغلى ويعانى أزمات اقتصادية وسياسية، ويأتى العريان ليتذكر اليهود المصريين؟، على الرغم أنه ليس وقته وليس الأمر مطروحا للنقاش على الساحة من الأصل، ليس لدى تفسير لتلك التصريحات وعلى العريان أن يوضح". فيما أعرب أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى عن دهشته الشديدة من تصريحات العريان خاصة ما اعتبره تلميحا إلى اتهام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بطرد اليهود المصريين، مؤكدا أن اليهود المصريين هاجروا لإسرائيل على إثر مخطط صهيونى لجذب اليهود من كل دول العالم لتأسيس وطن قومى لهم، مؤكدا أن اليهود المصريين المهاجرين انفصلوا تماما عن التراث المصرى وقبلوا أن يكونوا فى دولة مغتصبة. وأدان شعبان فى تصريح خاص ل"بوابة الأهرام" ما وصفه بالأكاذيب بهذا الشأن، مضيفا "من العار على د.العريان أن يكرر مزاعم الصهيونية الاستعمارية بعد أكثر من نصف قرن، ومن الغريب أن يعيد العريان ذكر تلك الوقائع بعد كل تلك السنوات". واعتبر منسق الجمعية الوطنية للتغيير أن تصريحات العريان فى هذا التوقيت تشير إلى أن الجماعة تسعى لتقديم "عربون" ولاء لإسرائيل وأمريكا وإيصال رسالة بأنهم منحازون للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، على حد قوله. كما وصف القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى تلك التصريحات بكونها تعبر عن "انتهازية سياسية" من الجماعة تسعى من خلالها للتقرب لأمريكا على حساب المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أن هذا يستفز بشدة المشاعر الوطنية لدى الشعب المصرى ويضع الجماعة وقياداتها فى موقع الاستفهام والاستنكار، معربا عن أمله ألا يكون المبرر لتلك التصريحات هو إرضاء وطمأنة إسرائيل على حماية مصالحها طالما كانت الجماعة فى الحكم. واعتبرت الناشطة كريمة الحفناوى، أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى أن الهدف من تلك التصريحات هو إلهاء المعارضة والشعب عبر إجبارهم على الدخول فى جدل لا قيمة له للتغطية على المصائب التى أوصلتنا لها الجماعة التى تحكم، على حد قولها. ولم تبد الحفناوى أى دهشة من تلك التصريحات معتبرة أنها لا تختلف كثيرا عن تصريحاته المثيرة للجدل والتى سبق وأدلى بها، معربة عن توقعها صدور المزيد من تلك التصريحات المرحلة المقبلة، متسائلة عن سر الدعوة التى وجهها العريان لليهود المصريين بالعودة فى هذا التوقيت؟ وما سر اختلاق الأكاذيب والاتهامات الباطلة للمعارضة؟.