يبدو أن عام 2012 كان عام انتفاضة مذيعات ماسبيرو، وبمثابة بداية جديدة لبعض المذيعات الأخريات، فلأول مرة تظهر مذيعات محجبات بالتليفزيون المصري في أثناء قراءتهن للنشرة الإخبارية، وهو الأمر الذى لم يكن متاحاً من قبل خلال السنوات السابقة. حتى أي منهن عندما تتخذ قرار ارتداء الحجاب، إما كانت تجلس في منزلها أو تتجه للعمل الإدارى أو يلتحق بالقنوات الخاصة. ولعل خير دليل على ذلك، المذيعة فاطمة نبيل، وهى أول مذيعة محجبة ظهرت في نشرة أخبار التلفزيون المصري، والتى سبق وأدلت في تصريحاتها السابقة ل "بوابة الأهرام" بأنها بدأت عملها بالتلفزيون منذ عام 1999، ولم تحظ بالظهور على الشاشة إلا منذ 3 شهور عندما اتخذ وزير الإعلام قرارًا بظهور المحجبات، وذلك رغم أنها سبق وأجرت اختبارًا للمذيعات بالتلفزيون المصري ونجحت بها إلا أنها حرمت من الظهور بسبب حجابها حتى بعد الثورة، مما جعلها تنتقل للعمل في قناة "مصر 25" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين لفترة. ولم تكن فاطمة نبيل هى وحدها التى حظيت بالظهور بالحجاب على شاشة التلفزيون المصري، بل ضمت القائمة أخريات من العاملات بقطاع الأخبار، وقناة النيل للأخبار، وهو المطلب الذى نادت به الكثير منهن أسوة بزميلاتهن في القنوات الإخبارية العربية واللائى يظهرن بالحجاب أثناء قراءة النشرة. ولم تكن انتفاضة ماسبيرو مقصورة على ظهور المحجبات فقط، بل ضمت خروج عدد كبير منهم عن صمتهم وإعلان مواقفهم السياسية على الهواء بسبب الاضطرابات التى تشهدها البلاد، والتى استفزت البعض منهم للخروج عن حياديته وموضوعيته، والأمثلة على ذلك كثيرة. يأتى في مقدمتها واقعة الإعلامية هالة فهمى، والتى خرجت في حلقاتها الأخيرة من برنامج "الضمير" وحملت كفنها على يديها، وخرجت به على الهواء اعتراضًا على قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة، وما حمله تداعيات الإعلان الدستورى من وقوع اشتباكات عدة. ولم تكن هذه المرة الأولى التى تخرج فيها هالة عن صمتها بل أنها دائمًا تشارك في تنظيم وقفات احتجاجية أمام مبنى ماسبيرو من أجل الحفاظ على حرية الإعلام المصري المتمثل في تليفزيون الشعب. وتشمل قائمة انتفاضة مذيعي ماسبيرو أيضًا الإعلامية بثينة كامل، والتى خرجت عن النص أكثر من مرة خلال قراءتها لنشرة الأخبار، أحدها كانت على الهواء حين قالت، "نتابع النشرة الإخوانية"، وأخرى ظهر فيها صوتها فجأة أثناء إذاعة تقرير عن تعيين مدير أمن جديد ل سيناء حيث قالت "شالوا ألدوا حطوا شاهين". وتعتبر بثينة كامل من أكثر مذيعات ماسبيرو المناهضات دائمًا لسلبيات الدولة، ففي العهد البائد تم منعها أيضًا من الظهور بالتلفزيون المصري بسبب اعتراضها على سياسة مبارك. ومؤخرًا خرجت مذيعتا قناة القاهرة، عزة الحناوى، وهبة عز العرب، واللتان تم إيقافهما عن العمل حيث اشتبكتا مع أحد قيادات التيار الإسلامى في مداخلة على الهواء في أثناء تقديمهما برنامج "مع الناس"، والذى قال لهما: "أنتم كنتم لاعقي أحذية مبارك"، مما جعلهما تردان عليه على الهواء مؤكدتين أنهما لم تكونا يوماً منحازتين لمبارك، ثم تقدمتا ببلاغ على الهواء للنائب العام بالواقعة، إلا أنهما فوجئتا بعد ذلك باتصال من رئيسة القناة تتهمهما بعدم الحيادية وتحويلهما للتحقيق.