حالة من الارتياح تسود أوساط الشارع المصري، عقب سماح وزير الإعلام صلاح عبد المقصود للمذيعات المحجبات بالظهور في التليفزيون المصري، واللاتي مُنعن من الظهور في عهد المخلوع، وأبواق أعلامه صفوت الشريف وأنس الفقي. إطلالة على تاريخ المذيعات المحجبات: منع المذيعات في مصر من الظهور بحجابهن وتقديم البرامج، ليس بالموضوع الجديد؛ حيث إن التليفزيون المصري يرفض منذ إنشائه عام 1960 ظهور المحجبات على شاشته، رغم عدم وجود قرار صريح بذلك، ومن بين المذيعات اللاتي منعن من الظهور بعد ارتدائهن الحجاب، الإعلامية كاميليا العربي، أشهر مذيعات التلفزيون المصري في السبعينيات، وأحيلت لعمل آخر بعد ارتدائها الحجاب؛ ما دفعها لتقديم استقالتها. كما منعت 5 مذيعات بقناة «الإسكندرية» الإقليمية، المعروفة بالقناة الخامسة من تقديم برامجهن، بسبب ارتدائهن الحجاب؛ حيث قررت فاطمة فؤاد رئيسة القناة آنذاك، تحويل كل من غادة الطويل وهالة المالكي وأميرة شلبي ورانيا رضوان وأمل صبحي إلى أعمال أخرى؛ من بينها إعداد البرامج، رافضة ظهورهن حتى في نشرات الأخبار باللغات الأجنبية.
وانتقلت الأزمة التي شهدتها القناة الخامسة، إلى قناة «النيل» الفضائية بعد ارتداء ست مذيعات للحجاب، فحُرمن من الظهور على الهواء؛ أربع منهن في قناة «النيل» للأخبار الناطقة بالعربية، واثنتان في قناة «نايل تي في» بالإنجليزية.
وكانت المذيعات، غادة فاروق وسالي أسامة وشيرين الشنيتي ومعتزة مهابة، قد لبسن الحجاب بشكل جماعي فى تلك الفترة، مما أثار ارتباك المسؤولين في القناة؛ بسبب كفاءة المعتزلات، وسبقتهن المذيعتان داليا شيحا وداليا خطاب اللتان تعملان في قناة «نايل تى في»، وقد اضطرت رئيسة قناة «النيل» للأخبار سميحة دحروج وقتها، إلى تحويل المذيعات إلى العمل في إعداد وتحرير النشرات الإخبارية، وقالت لمجلة «روز اليوسف» المصرية: "من تختار الحجاب عليها أن تختار معه الابتعاد عن الشاشة".
القضاء ينصف المذيعات: وتصاعدت الأزمة بين التلفزيون المصري والمذيعات المحجبات، عند لجوء المذيعة مها مدحت إلى القضاء؛ للشكوى من صدور تعليمات بالتليفزيون المصري في نوفمبر 2003، تمنعها من الظهور على الشاشة بالحجاب، بعدما سبق وأن اشتكت لرؤسائها ورفض طلبها.
في أعقاب ذلك، أيد تقرير قضائي مصري حق المذيعات اللاتي تحجبن، في أن يظهرن على الشاشة الصغيرة بالحجاب، وأوصى بإعادتهن لعملهن، معتبرًا أن إقصاءهن عن العمل كمذيعات من قبيل "التنكيل"، ويخالف الدستور المصري.
وشدد التقرير في أسباب تأييده لحق المذيعة في الظهور على شاشة التلفزيون المصري، بأن: "الباعث من قرار التلفزيون هو إبعادها عن الظهور على الشاشة؛ بهدف التنكيل بها وإقصائها من وظيفتها كمذيعة، وليس لتحقيق المصلحة العامة."
وكانت مها مدحت قد اتفقت –كما تروي هي- مع رئيسة التليفزيون المصري زينب سويدان، على أن تغير شكل حجابها؛ كي يشبه حجاب رئيسة وزراء باكستان السابقة بنظير بوتو (أي تظهر جانبًا من شعرها)، كشرط للسماح لها بتقديم برنامج «معالم إسلامية» في شهر رمضان. وبعد أن قدمت منه 7 حلقات، فوجئت عقب انتهاء شهر رمضان في نوفمبر 2003 بمنعها من الظهور بالتليفزيون.
وبعد هذه الواقعة، قبلت غالبية المذيعات المحجبات العمل خلف الكاميرا، في الإعداد أو بالصوت فقط دون الصورة، فيما قدمت أخريات استقالتهن؛ لإصرار اتحاد الإذاعة والتلفزيون على رفض ظهور المذيعات محجبات، استنادًا لما صرح به رئيس الاتحاد حسن حامد من أن العقد بين المذيعة "بغير الحجاب" وبين الاتحاد يُفسخ في حالة لبس الحجاب.